ومن أعاظم علماء القرن الثالث الهجري أبو يوسف يعقوب ابن اسحق الكندمي المعروف بفليسوف العرب، وكان متبحراً في علوم القدماء، وله مقالات ومؤلفات نفيسة في كل فرع من فروع العلوم المختلفة ومنها الطب. وينسب له ابن النديم في سياق ذكر مؤلفاته في العلوم والفنون المختلفة الكتب الآتي ذكرها في الطب:
رسالة في (طب بقراط) ورسالة في (الأطعمة والأدوية القاتلة) ورسالة في (الأبخرة التي تنقي الهواء وتزيل منه آثار والأوبئة) ورسالة عن (الأدوية التي تزيل آثار الروائح المؤذية) ورسالة في (كيفية الأدوية المسهلة وجذب الأخلاط) ورسالة في (حفظ الصحة) ورسالة في (أسباب بحران الأمراض الحادة) ورسالة عن (الأعضاء الرئيسية في الإنسان) ورسالة عن (كيفية تركيب الدماغ) ورسالة عن (علة الجذام والشفاء منه) ورسالة في (عضة الكلب الكلِب) ورسالة في (الأعراض التي تظهر بسبب البلغم) ورسالة عن (علة موت الفجأة) ورسالة عن (أوجاع المعدة والنقرس) ورسالة عن (الطحال) ورسالة عن (فساد جسد الحيوان) ورسالة عن (مقدار فائدة صناعة الطب) ورسالة عن (الطعام) وأخرى عن (فساد الطعام).
والآراء جد مختلفة في قيمة هذه التراجم ومبلغ جودتها أو رداءتها.
يقول بونيون (وكان قنصلا لفرنسا بحلب وقد طبع عام ١٩٠٣ المتن السرياني لأحد مؤلفات بقراط مع ترجمته في لييزيك) أم التراجم السريانية غامضة ومعقدة وهي تراجم لفظية لدرجة أن معاني بعض الجمل لا تفهم، وأن تركيب الجمل والعبارات فيها مشوش، ومفردات اللغة مستعملة لغير ما وضعت له من المعاني. وسبب ذلك أن المترجمين كانوا يجتهدون في أن تكون ترجمتهم صادقة ومطابقة للأصل على قدر الإمكان، ولذلك كانوا عندما يواجهون جملة صعبة يكتفون بوضع الترجمة اللفظية للكلمات اليونانية مكان الكلمات الأصلية دون أن يفكروا في معنى العبارة كلها، وإن جهلوا معنى الكلمة اليونانية اكتفوا بكتابتها عيناً بالحروف السريانية؛ لذلك كله ترى في تلك التراجم كثيراً من العبارات غير الصحيحة والجمل غير المفهومة.
إن هذا العيب يصدق إلى حدّ ما على بعض هذه التراجم ولا سيما الكتب التي ترجمت في مبدأ تعرف المسلمين على فلسفة اليونان وعلومهم، فقد كان لهذه التراجم نواقص كثيرة من