العمال ويشجعهم بل كان يشمر وينقل الحجارة على كتفيه، وكان ينزل في الخندق ويحفر بيديه. ولما أتم العمارة وأعاد تركيب المنجنيقات أمر بتجربتها أمامه ليعرف أماكن سقوط حجارتها ومدى إصابتها للأهداف.
٥٢ - وتنتظم الحياة مرة أخرى بحصن الأكراد إذ تولى القيادة فيه الامير حسام الدين قيماز الذي مر ذكره: وأطلق عليه اسم نائب حصن الأكراد والسواحل والفتوحات على رأس حامية مؤلفة من ٥٠٠ جندي وعشرة امراء طبلخانة و ١٥ أمير عشرة
٥٣ - وبمقارنة هذه الحامية تظهر أنها أقل مما كان يحتل الحصن من جنود الصليبيين إذ كانت تتراوح بين ٢٠٠٠ و ٣ آلاف وهؤلاء يدخل بينهم الخدم والزراع وطوائف من أهل البلاد.
٥٤ - وبعد حسام الدين قيماز تعين سيف الدين بلبنان الطباخي ثم الأمير علم الدين سنجر الداواداري. ويوسع المهتمون بالتاريخ المصري استكمال هذا الكشف حتى يكون مكملا للكشف الذي ضم أسماء من تولوا القيادة بالحصن أيام الاحتلال الصليبي.
٥٥ - انتهى الحصن في عهد المنصور قلاوون إلى أن أصبح مركز تجمع الجيوش التي حشدت هناك للزحف على مقاطعة طرابلس، وكان الطباخي يقود الحامية من البرج الذي كان يحتله عميد الاستبار، ويبعث بطلائعه لاكتشاف الأماكن التي نزلها الجنود قبل حصار طرابلس.
٥٦ - وفي عهد الملك الأشرف خليل بن قلاوون اشتركت الحامية في أعمال الحصار الرائعة حول مدينة عكا وقد قامت ومعها المجانيق التي ركبها الملك الظاهر ومن بينها منجنيق هائل أطلق عليه اسم المنصوري.
٥٧ - أتينا بصورة من الحياة والقتال في الحصن في العهدين الصليبي والإسلامي لكي تسهل المقارنة وتركنا فتح الحصن على أيدي المسلمين جانباً حتى لا يكون فاصلا يضيع المقارنة بين العملين.
٥٨ - فقد أشرنا إلى عملية قام بها الملك الظاهر تشبه الهجمات التي اعتادها ملوك المسلمين وأمراؤهم ولم يكن يرمي من ورائها إلى هدف معين. وسنرى في حملته على حصن الأكراد كيف يلجأ إلى أساليب المفاجأة والسرعة وتضليل الخصم.