للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان مبطلا) ولوجدت خير شاهد على كل هذا في مثل قول سعد (نعم إن ذلك ربما يفضي إلى. . . ولكن عكسه يؤدي إلى. . .) ثم (وحيث أنه وإن كان الحكم الصادر في مواجهة أحد الشركاء في حق غير قابل للانقسام لا يسري على بقيتهم فإن قطع المدة الخ) ثم (وليس هذا لأن. . . بل لأن. . .)

إن جميع تلك الأحكام التي صدرت عن دائرة فيها سعد يكفيك النظر إليها لتقر الأستاذ الزيات على أن محررها كان سعداً لاعتبارات عديدة وفي طليعتها (ظاهرة اللوم يوجه إلى دفاع الحكومة وصوت المرشد والمعلم الذي لا يأسف حين تسنح له فرصة تشبع فيه شهوتين: شهوة الإرشاد للإصلاح، وشهوة الإرشاد للاستعلاء على الضعاف والمهملين)

اقرأ تلك الأحكام، اقرأها لتعرف معجباً كيف كان (يضع (المعلم) ويضع (الفقيه) كل شيء في نصابه) وكيف كان (الفاضي) يصبر صبر القاضي العادل الرزين.

٥ - حدية الدفاع وحقوقه:

كان في سعد (حرص القاضي العادل على مظهر العدل، وحب الخطيب المترافع لسماع المرافعات) وكان لا يعترض صاحب حق أو صاحب دعوى في الدفاع عن موقفه. . . ولا يضيق فرص الدفاع أمام شاك أو مشكو) والأستاذ الزيات لا يعني بلفظة (الدفاع) هذه (الترافع عن المتهم فقط، إنما يعني الدفاع عامة في الميدان المدني والجنائي، ويعني به هذا المعنى الفني المتخصص الذي يرادف (المحاماة) و (المحامين) فسعد الذي يقول إن (حفظ النظام الذي من أهم أركانه ألا يحكم انتهائنا على أحد إلا بعد تمكينه من الدفاع عن نفسه) يوجب (أن يكون الدفاع عن المتهم حراً خالياً عن جميع المؤثرات التي تقيد المحامي)

ولكن سعداً إن احترام الدفاع ولم يضيق عليه لم يكن ليتساهل معه إذا تجاوز حقوقه أو أخل (في نظام التخاصم، أو لم يحفظ للقضاء هيبته) وهو لم يتأخر مرة عن أن يصدر حكما يعرض فيه بمن أخل بالنظام، إن قرأته رأيت فيه (عصا المؤدب ترتفع. . . وهو كاشر عن نابه، ممتد بمقعده العالى، يفعمه السخط على هؤلاء الذين اجترءوا على مقامه، اجتراء إن لم يبلغ حد الخلاف لأمره، فقد بلغ حد التصرف بغير إذنه!) بل إنه لا يتأخر أحياناً عن الرد على المحامين وهو (يبيع لهم بضاعتهم، ويأخذهم بمنطقهم، ويقيدهم بحبال من صنعهم)؛ بل هو لم يتأخر مرة أو مرات عن إحالة بعض المحامين إلى مجلس التأديب

<<  <  ج:
ص:  >  >>