والخوف يصاب بإسهال ويشعر بحالة ملحة للتبول؛ أو أن يسيل فيض من الدمع على خده في حالة الحزن، كل هذه الأمثال المعروفة المألوفة وكثير غيرها يؤيد سلطان العوامل النفسانية إلى الجسم وفسيلوجيته.
وألان اذكر للقارئ بعض الأمثلة التي تستعمل فيها الظواهر النفسية كعوامل للعلاج.
١ - استخدامها في التحذير الجراحي:
هناك بعض الحالات الجراحية لا يمكن فيها استعمال مخدر كيمائي؛ إذ أن بعض المرضى لا يتحملون تخديراً كلياً ولا موضعياً لان أجسامهم من حيث القلب والرئة مريضة هزيلة، وقد كنت شاهد عيان سنة ١٩٣٥، في إحدى مستشفيات مونبلييله حين أتريد اتجرا عملية في الحال لفتاة صغيرة في الثانية عشر من عمرها أصيبت بالتهاب حاد في مصيرها الاعور، وكانت ضعيفة القلب هزيلة الرئتين لحد لا يسمح بتنويمها بالمخدر، ولا بد من إجراء العملية في الحال لإنقاذ حياتها المهددة، فلم ير الأستاذ إنيين وكان أستاذاً لجراحة الأطفال، بداً من الالتجاء إلى التنويم النفساني عن طريق الإيحاء والخطوات التي وضل بها إلى ما أراد هي: حدج الفتاة بنظرات قوية ثاقبة لمدة لا تتجاوز بعض الثواني، ثم صاح بها في صوت جهوري متزن مطمئن ثلاث مرات بنها سوف لا تشعر بأقل ألم، ومن ثم وضع على وجهها القناع الخاص بالتخدير العادي لإيهامها فقط، ولم يصب عليه نقطة واحدة من المخدر وأمرها أن تعد من واحد إلى عشرة. وما أن وصلت إلى الرقم السادس حتى اختفى صوتها، ووقعت في نوع هادئ وعميق، أجريت العملية في ظروف مؤتية أنقذت حياتها. وقد قرأت عن بعض حالات مشابهة في طب جراحة الأسنان.
٢ - استخدام الإيحاء في تخدير الآلام الجسدية:
نجحت طرق الإيحاء عن طريق التنويم أو بدونه في تخدير الآلام المبرحة بل في أزالتها نهائياً في بعض الأحيان. ويذكر الأستاذ (جاجو) وهو من المشتغلين بعلم النفس انه دعي ذات ليلة في ساعة متأخرة لرجل كان يسكن الطابق الأعلى من البيت الذي كان يقطنه، وكان الرجل يتلوى من ألم مبرح في ضرسه لم يقو على احتماله إلى حد أن سمح لنفسه بإزعاج الأستاذ في مثل تلك الساعة مع علمه بأنه ليس طبيب اسنان، ولكنه كان يؤمن