ثم أن ابنتي سونيا تفضل طلاق أمها على أن يظل سوء التفاهم سائداً في منزلنا. أليس كذلك يا سونيا؟.
فطأطأت الفتاة رأسها وأزمات بالإيجاب أيضاً.
وهكذا ترين أيتها السيدة إنني آتٍ لأطلق زوجتي أمامك، ولأخطبك أمامها وابني شاهدة. وقد انتهجت هذه الخطة لاختصر الطريق، ولأزيل كل العقبات التي يمكن أن تعترض سبيل زواجنا.
وتناول الرجل جرعة كبيرة من الشاي، ولعق ما علق على شاربيه من قطرات وتابع حديثه قائلاً: لقد أدركت مقدماً انك ستقولين لي انك متزوج. وان لك ابنة لا ترضى عن هجرك لامها، فقررت أن أحضرهما أمامك لأضع النقاط على الحروف كما يقول المثل. فما أنا إلا طالب حلال، وبيتك الجديد في انتظارك، والقول الفصل لكِ.
كانت السيدة جريجوري تستمع إلى كلام هذا الزائر وهي تقرض شفتيها بأسنانها وقد انفعلت انفعالاً شديداً، لكنها تمالكت نفسها وقالت للرجل بهدوء ورزانة أنها غير مستعدة لسماع مثل هذا الهذيان، ونصحت الرجل أن يبحث عريس لابنته وأشارت إليهم بالانصراف.
وقد اتضح للسيدة جريجوري فيما بعد أن هذا الخاطب هو صاحب بيت الدعارة السرية، وان زوجته وابنته تعينانه على نصب حباله وشباكه. وإن (البيت الجديد) الذي كان في انتظارها ليس إلا بيت الفسق والموبقات.
قلت لمحدثي - هؤلاء هم الخطاب الأربعة الذين توددوا إلى السيدة جريجوري، وكانت تصدهم الواحد تلو الآخر. ولعلك ترى فيهم نماذج بشرية مختلفة.
قال - أود سماع كلمة منك تفسر سلوك هذه المرأة من نفسها، وسلوك هؤلاء الخطاب الشاذين منها.
قلت - السيدة جريجوري هذه مشكلة سيكولوجية، فهي صبية مثقفة، وفاتنة، وفيها الشيء الكثير من الجاذبية الجنسية، عاشرت قسماً اكبر من أبيها ومات.
فهل وقعت هي فريسة للأب جريجوري عندما كانت في حالة من أللاشعور الجنسي؟.