للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أعطي أحداً غير السكنجبين والجلاب، فأعطاه سنان إجازة التطبب في هذه الدائرة المحدودة التي ذكرناها.

وجاءه غداة ذلك اليوم ضمن جماعة حضرت المجلس لأخذ إجازات التطبب - شاب سأله سنان عن اسم أستاذه كما هي العادة فذكر اسم أبيه، وكان الشيخ الذي ذكرنا قصته، فأساله سنان عما إذا كان يسير على نهج واله. ولما رد عليه بالإيجاب أجازه أيضاً للتطبب في نفس تلك الحدود.

كان هذا في بادئ الأمر لكن الحال لم تستمر على هذا المنوال وصار النظام بعد ذلك أن الطالب بعد أن يتم دروسه يتقدم إلى رئيس الأطباء برسالة في الفن الذي يريد الحصول على الإجازة في الاشتغال به له أو لأحد مشاهير الأطباء قد أجاد دراستها فيختبره فيها الطبيب ويسأله أسئلة عدة عن هذا الموضوع، فأن استطاع اجتياز الامتحان إعطاء إجازة تطلق له التصرف في حدودها.

ويذكر المرحوم الدكتور احمد عيسى بك مؤلف كتاب (تاريخ البيمارستانات في الإسلام) في كتابه القيم المذكور الذي نشرته جمعية التمدن الإسلامي بدمشق سنة ١٣٥٧ هجرية. انه عثر في خزانة كتب المرحوم العَلامة احمد زكي باشا على صورتين لإجازتين طبيتين من القرن الحادي عشر من الهجرة منحت أحدهما لصاد والأخرى لجراح. وها نحن أولاء نذكر هنا ملخصهما: -

(وهذه صورة ما كتبه الشيخ الأجل عمدة الأطباء، ومنهاج الأباء، الشيخ شهاب الدين ابن الحنفي رئيس الأطباء بالديار المصرية إجازة للشباب المحصل محمد عزام أحد تلامذة الشيخ الأجل والكهف الأحول الشيخ زين الدين عبد المعطى رئيس الجراحين على حفظه لرسالة الفصد كما سنبينه: -

الحمد لله ومنه اسند العناية.

الحمد لله الذي وفق من عباده من اختاره لخدمة الفقراء والصالحين وهدى من شاء للطريق القويم والنهج المستقيم على ممر الأوقات الأزمان إلى يوم الدين. وبعد فقد حضر عندي الشاب المحصل شمس الدين محمد بن عزام. بن. . . بن. . . علة المؤذن الجرداني (أو الجرداء إني نسبة إلى جر داءان وهي محلة بمدينة أصبهان بإيران) المتشرف بخدمة

<<  <  ج:
ص:  >  >>