للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أساتذة وتلاميذ ومستشفى تعليمي يتدربون فيه، فقد قال جورجس للخليفة، ههنا معي تلامذة قد ربيتهم وخرجتهم في الصناعة حتى إنهم مثلي، فأمر الخليفة بإحضارهم. وإن المنصور كان أول من فتح مجرى هذه الثقافة ليصب في مدينة السلام، وقد اتبعه خلفاؤه من بعد. قال في عيون الأنباء: لما مرض موسى الهادي أرسل إلى جنديسابور من يحضر له بختيشوع بن جورجس. وقال أيضاً ولما كان في سنة ١٧١ مرض هرون الرشيد من صداع لحقه فقال ليحيى بن خالد: هؤلاء الأطباء ليس يحسنون شيئاً، فقال يحيى يا أمير المؤمنين أبو قريش طبيب والدك ووالدتك، فقال ليس هو بصيراً بالطب، وإنما كرامتي له لقديم حرمته فينبغي أن تطلب لي طبيباً ماهراً، فقال له يحيى بن خالد: إنه لما مرض أخوك موسى أرسل والدك إلى جنديسابور حتى أحضر رجلا يعرف ببختيشوع. فقال له أرسل بالبريد حتى يحملوه إن كان حياً. ولما كان بعد مديدة وافى بختيشوع الكبير ابن جورجس ووصل إلى هرون الرشيد. فها أنت ترى أن الرشيد يلح على وزيره الفارسي في طلب الأطباء وبارزيهم، أما عيسى الذي استهان به فهو ابن ماسة، وقد عده ابن أبي أصيبة في طبقات الأطباء السريانيين الذين كانوا في ابتداء ظهور الدولة العباسية. وفي ضحى الإسلام أن الرشيد أمر جبريل بن بختيشوع أن يعمل ببغداد بيمارستاناً على نمط بيمارستان جنديسابور (نقل الأستاذ أحمد أمين ذلك عن القفطي ولم أجده في ترجمة جبريل بن بختيشوع طبيب الرشيد في طبعة مطبعة السعادة. وقج قال الأستاذ في ضحى الإسلام أن مدرسة جنديسابور الطبية أسسها كسرى أنوشروان. والذي في أخبار الحكماء للقفطي أن سابور بن أردشير عندما بنى المدينة لابنة قيصر التي تزوجها نقلت معها إليها أطباء أفاضل؛ ولما أقاموا بها بدءوا يعلمون أحداثاً من أهلها. ولم يزل أمرهم يقوى في العلم ويتزايدون فيه ويرتبون قوانين العلاج على مقتضى أمزجة بلدانهم حتى برزوا في الفضائل، وجماعة يفضلون علاجهم وطريقتهم على اليونانيين والهند لأنهم أخذوا فضائل كل فرقة فزادوا عليها بما استخرجوه هم أنفسهم، فرتبوا لهم دساتير وقوانين وكتباً جمعوا فيه كل حسنة الخ. وإذن فإن مدرسة جنديسابور تأسست في عهد سابور بن أردشير لا في عهد كسرى أنوشروان كما تفضل الأستاذ أحمد أمين، فهل يرشدنا الدكتور قاسم غني إلى وجه الصواب وأهل مكة أدرى بشعابها؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>