وسل عنها اليهود ولا تسلنا ... فقد ضاقت بها حيل اليهود
ارحمونا بني اليهود كفاكم ... ما جمعتم بحذقكم من نقود
فمصر هي في نظره وفي خلده:
لا مصر تنصفني ولا ... أنا عن مودتها أريم
وإذا تحول بائس ... عن ربعها فأنا المقيم
ولا تظن أبياته القادمة إلا أنها ستظل خالدة يرددها المصريون ما داموا في نكباتهم السياسية والاقتصادية يتخبطون، لأنها تصور أحوالنا الحاضرة خير تصوير، وتنطق بلسان كل مصري مخلص:
متى أرى النيل لا تحلو موارده ... لغير مرتهب لله مرتقب
فقد غدت مصر في حال إذا ذكرت ... جادت جفوني لها باللؤلؤ الرطب
كأنني عند ذكرى ما ألم بها ... قرم تردد بين الموت والهرب
أيشتكي الفقر غادينا ورائحنا ... ونحن نمشي على أرض من الذهب
والقوم في مصر كالأسفنج قد ظفرت ... بالماء لم يتركوا ضرعاً لمحتلب
٢ - شاعر شوقي:
ولم تقف آفاق حافظ عند مصر فحسب، ولكنها شملت الشرق كله، قاصيه ودانيه
فكان يتوجع للأمم الشرقية السليبة، كما قال شوقي: كلنا في الهمم شرق!.
ومن هذا قصائده في الترك، والمغرب، وسوريا. . .
وكان يفخر بالأمة الشرقية الناهضة، كفخره باليابان الفتية المتجددة، وقصائده فيه معروفة. فليته حي ليقول فيها اليوم قولاً. . .
ثم إنه يجب أن يرى الوئام سائداً بن الشرقيين جميعاً، ولا يتخذ الغاصبون من تنابذ الشرقيين بالأديان سبيلاً إلى التفرقة بينهم. قال في عيد الدستور العثماني:
تحالف في ظل الهلال إمامه ... وحاخامه - بعد الخلاف - وراهبه
خذوا بيد الإصلاح والأمر مقبل ... فإني أرى الإصلاح قد طر شاربه
وقال في غزو الطليان لطرابلس:
بارك المطران في أعمالهم ... فسلوه بارك القوم على ما