للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أبهذا جاء إنجيلهمو ... آمراً، يلقي على الأرض سلاماً

كشفوا عن نية الغرب لنا ... وجلو عن أفق الشرق الظلاما

وقال في تحية العام الهجري ١٣٢٧هـ:

سلوا الترك عما أدركوا فيه من منى ... وما بدلوا في المشرقين وغيروا

وإن لم يقم إلا (نيازي) و (أنور) ... فقد ملأ الدنيا (نيازي) و (أنور)

في هذه القصيدة وحدها سجل ما مر على الشرق كله في عام، فقد جمع ما قامت به دولة من نهضات، وما لمح فيها من بوارق نهضات وتقدم، وفيها إهابه بالشرق أن يسير دائماً إلى الأمام، وفيها أمان بعيدة عالية، إذ يقول:

مضى زمن التنويم يا نيل وانقضى ... وفي مصر أيقاظ على مصر تسهر

وقد كان (مرفين) الدهاء مخدراً ... فأصبح في أعصابنا يتخدر

ثم يناشدهم فيقول:

رجال الغد المأمول إنا بحاجة ... إلى قادة تبني وشعب يعمر

ويمضر في هذه المناجاة والإهابة حتى يبلغ قوله:

فما ضاع حق لم ينم عنه أهله ... ولا ناله في العالمين مقصر

لقد ظفر الأتراك عدلاً بسؤلهم ... ونحن على الآثار لا شك نظفر

وكذلك قصيدته في العام الذي يليه. . .

وإنك بمقارنتك بين هاتين القصيدتين تدرك آمال حافظ التي ظل يتغنى بها في مصر والشرق جميعاً طيلة حياته.

ففي الأولى تسجيل للأمل الذي بدا بنهضة الأمم الشرقية، وفي القصيدة الثانية ثورة، لأن كل ما أمل حافظ في تحقيقه لم يتحقق!

يقول في الثانية:

أشرق علينا بالسعود ولا تكن ... كأخيك مشؤوم المنازل اخرقا

قد كان جراح النفوس فداوها ... مما بها وكن الطبيب موفقاً

هللت حين لمحت نور جبينه ... ورجوت فيه الخير حين تألقا

وهززته بقصيدة لو أنها ... تليت على الصخر الأصم لأغدقا

<<  <  ج:
ص:  >  >>