فكان يمشي عليها وبعيد البيت إلى الغداة والدم يسيل من قدميه، ولا يشعر بشيء من العذاب!
أن في كتب التصوف أقاصيص عديدة من هذا الطراز؟ فهل نحكم عليها بالوضع والاختلاق؟!
سنجد كثيراً من الناس يلوون ألسنتهم ويقولون في تهكم بالغ: خرافات كاذبة، ما كان لكاتب أن يسطرها في صحيفة الرسالة الغراء!!
ونحن - في الرد على ذلك - لا تستشهد بما سطره المتقدمون في بطون الأسفار، ولكننا ننتقل إلى القرن العشرين لنرى ما يجد فيه من خوارق العادات.
لقد نقلت مجلة الهلال بعددها الصادر في أغسطس سنة ١٩٤٧ عن مجلة (انتير) الفرنسية، حوادث مدهشة تفوق ما قدمناه؛ وقد أعترف بها كثير من أساطين العلم الحديث، ولم يعدموا لها التعليل العلمي ولو أنها سطرت في كتب المتصوفين لقوبلت بكثير من الاستخفاف. ولا نحب أن نطيل على القارئ، ولكن نضع أمامه هاتين الحادثتين - مما ذكرته الصحيفة الفرنسية - وله أن يقول فيهما ما يشاء.
١ - كان (ريشادسون) الفرنسي يضع الجمر في فمه ويمضغه فلا يصاب بأذى، وقد وضع على لسانه جمراً فوقه قطعة لحم ثم قدمها ناضجة بعد دقائق إلى من شاهدوه من العلماء!!
٢ - قام الهندي (كودابوكس) بتجربة رائعة في إنجلترا أمام رهط من رجال العلم والصحافة أثبت فيها قوته الخارقة على مقاومة الاحتراق بالنار، فقد حفروا حفرة طولها أربعة أمتار وعرضها متر ونصف وقد ملئت بالخشب والحطب، وأضرمت فيها النار حتى ارتفع لهيبها، وجعل الهندي يمشي في ذلك الأتون الملتهب ذهاباً وجيئة من أول الحفرة إلى آخرها، وفحصت قدماه بعد ذلك فلم يظهر بهما أثر من آثار النار!!
فما رأى القراء في هذه الخوارق؟ وإذا صحت على يد أناس لا يتصلون بالسماء، فكيف ننكر أشباهها على الأولياء!
إن الإنسان العادي قد يوجه تفكيره إلى ناحية هامة تستولي على إدراكه فلا يشعر بشيء سوى ما يفكر فيه. وقد قرأت في الصحف ذات يوم، أن النار قد شبت في حجرة ريفية وكان بها طفل صغير، فاقتحمت أمه النار، وأنقذت ولدها ثم خرجت إلى الناس واللهب