ويضيف ابن النديم أنه روى عن جماعة من فصحاء العرب منهم الصمروتي والكلاني وأبو المجيب الربعي.
نموذج من كتاب النوادر:
نقتصر الآن على إيراد صفحتين من أول الكتاب، وصفحتين من آخره لندل بذلك على أسلوبه. وليس للكتاب فصول ولا أبواب، وإنما هو إملاء لنوادر العرب، وقصصهم، ثم شرح هذه النوادر، وما جاء فيها من الكلام الغريب مع مجموعة زاخرة من المترادفات: قال في الصفحة الأولى: (بسم الله الرحمن الرحيم، حسبي الله معيناً - قال أبو العباس أخبرنا ابن الأعرابي قال بيننا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالس مع أصحابه إذ نشأت سحابة، فقيل (يا رسول الله هذه سحابة) فقال عليه السلام (كيف ترون قواعدها؟) قالوا (ما أحسنها وأشد تمكنها) قال (كيف ترون رحاها؟) قالوا (ما أحسنها وأشد استدارتها) قال (فكيف ترون بواسقها؟) قالوا: (ما أحسنها وأشد استقامتها) قال: (فكيف ترون برقها أوميضاً أم خفيا أم يشق شقاَ؟) قالوا (بل يشق شقاً) قال: فقال صلى الله عليه وسلم (الحيا) قالوا (يا رسول الله ما أفصحك! ما رأينا الذي هو أفصح منك) فقال (ما يمنعني وإنما أنزل القرآن بلساني، بلسان عربي مبين).
قال: قواعدها، أسافلها، ورحاها وسطها ومعظمها، وبواسقها أعاليها، وإذا استطال فيها البرق من طرفها إلى طرفها وهو في أعاليها فهو الذي لا يشك في مطره وجوده، وإذا كان البرق في أسافلها لم يكد يصدق.
قال رجل من العرب وقد كبر وكان في داخل بيته وكان بيته تحت السماء (كيف تراها يا بني؟) قال (أراها وقد نكبت وتبهرت وأرى برقها أسافلها) قال (أخلفت يا بني).
والومض أن يومض إيماضة ضعيفة، ثم يخفى، ثم يومض وليس في هذا بأس من مطر قد يكونولا يكون. وأما المسلسل في أعاليها فلا يكاد يخلف. والاقتداء نظر الطير ثم إغماضها تنظر نظرة ثم تغمض، ثم تنظر نظرة ثم تغمض، قال حميد بن ثور: