امرأة تبدو ميتة، رأسها متدل، وملابسها وشعرها مبتلة بالماء، فقفزت من فراشها واتجهت إلى النافذة وهي تصيح: ما هذا؟ ما خطبكم؟
ولكنهم اختفوا. . .
ولما طلع النهار علمت مسز جراهام أن رجلين وسيدة كانوا في حفلة بجزيرة تاج القريبة منهم، وقد عادوا إلى سيارتهم بعد انتهاء الحفل، ولكن السيارة اختلت من قائدها وسقطت في النهر، وكان أحد الرجلين، وهو تومي هام، سباق بروكلاند الشهير في السيارات، يبذل غاية ما في وسعه لينقذ زوجة صديقه التي غرقت.
ولما رأت مسز جراهام صورته منشورة في إحدى الجرائد عرفت فيها أحد الرجلين اللذين رأتهما في روياها. فما القول في هذا؟ وهذه القصة:
ذهبت خادمة إلى مسز جراهام ذات مرة تقول أنها قابلت سيدة جميلة على السلم، مرتدية ثوب سهرة مفتوح الصدر، وتحيط بها أنوار أيدت ما عليها من حلي. ولها نظرات ساحرة حلوة.
وسألتها جراهام إذا كانت خافت تلك السيدة، فقالت الخادمة: كلا. . . إنها كانت جميلة جدا. ولقد أسفت عندما اختفت بسرعة.
واستزادت السيدة خادمتها وصفا لتلك السيدة الجميلة، فرأت أن أوصافها تنطبق على السيدة نل جوين - صاحبة القصر الأولى - وعندئذ أسرعت إلى صندوق قديم وأخرجت منه صورة زيتية، فتعرفت الخادمة في الحال على صاحبة الصورة وصاحت: رباه. . . أنها بعينها السيدة الجميلة التي رأيت شبحها، إنها هي بذاتها!
وكان آل جراهام على صلة وثيقة بكنيسة القرية وراعيها. وذات عشية دعوا القسيس لتناول الشاي عندهم، فلما توجه إلى قصرهم كان بادي الخوف والجزع يلهث من شدة الاضطراب، وأخبرهم أنه وهو في طريقه إليهم، عندما مر بوصية الكنيسة، سمع ضوضاء وأصواتا غريبة كأنها أصوات جموع من الخلق تناديه من القبور ليحلق بهم، فأفزعته تلك الأصوات حتى أنه أطلق لساقيه العنان.
فقالت له الآنسة جراهام: إنها أوهام واضطراب أعصاب ثم قدمت له كأسا من الوسكي القوي مع ماء الصودا.