للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وكان هذا القسيس شابا قويا، صحيحا بالغ الصحة، ولكنه توفى فجأة بعدأسابيع قليلة.

وأما قصور هامبتون، فإن أروقته مسكونة بأشباح يمكن أن نسميها نجوم الأشباح!

فمثلا هناك شبح كاترين هاوارد التي فرت من حجرتها لتعاهد هنري قبل أن يذهب للإعدام في البرج، وهي تصرخ في يأس بين ممرات القصر فتردد أصداء صياحها.

واللادي جين سيمور، في ملابسها البيضاء تصعد السلالم وتدخل مخادع القصر القديمة، وهي تحمل شمعة موقدة.

وإن شبحي المفضل الذي أعتز به - لأسباب شخصية - هو شبح السيدة ذات، الرداء الرمادي، وهي السيدة سبيل بن، مرضعة الأمير إدوارد، بعد موت جين. . وكانت تلك السيدة تعيش في المخادع التي يقطنها الآن اللورد واللاري بيردوود.)

وقد دفنت في كنيسة هامبتون عام ١٥٦٢ تحت جدث من المرمر، عليه تمثال في حجمها الطبيعي، ويبدو أنها احتفظت بهدوئها مئات الأعوام حتى أقلقت عظامها في جدثها، عندما رمم عام ١٨٢٩.

فلن تحب سيدة لنفسها أن تعامل مثل هذه المعاملة الخالية من الذوق، ولو كان عمرها ثلاثمائة عام.

ولهذا بدأ شبحها يظهر في حجراتها القديمة، حيث يسمع فتيات آل بونسونبي وغيرهن - من خلف الجدران - صوت سيدة كأنها تدير آلة غزل قديمة.

وقد رأى جندي (ديدبان)، ذات ليلة شبح امرأة في (برنس) رمادي ذي رأس طويل.

ولولا خشيتي أن تحسب أني أطيل في القصة، فإني أضيف إليها باختصار أن مكتب العمل - لأسباب عرضية - هدم هذه الحائط ووجد حجرة مختفية فيها آلة غزل قديمة، ولوازم نسوية أخرى. وكان (خشب الأرضية) متآكلا بفعل أقدام من سارت عليه؟

وقد ذكر أرسنت لو، مؤرخ قصور هامبتون، شبح السيدة بن ووصفه بأنة: أحسن الأحسان التاريخية الحقة.

فقد روت اللادي مود - ساكنة حديثة في ذلك القصر - للآنسة جراهام أن ضيفة من ضيوفها كانت تزورها، فجلست على منضدة الملابس بحجرة نومها، فدخلت عليها سيدة طويلة، نحيفة البدن، في ثياب رمادية. وقد ظنت الضيفة أنها رئيسة الخدم، فقالت لها: هل

<<  <  ج:
ص:  >  >>