للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ظلموني ظلموها ... أغضبوا السيف الصقيلا

أنا إن لم أسق عمي ... بالردى كأساً وبيلا. . .

فيخاف عقيل من هذا التهديد ويخشى عاقبته. . ويشفق للكيز أن يقتله ابن أخيه فيقول لصديقه بخبث:

عقيل:

أوَ ترضى يُتْمَ ليلى؟

فيستفيق براق حينما يسمع اسم ليلى، وتأخذه عليها الشفقة والرحمة، ويخاف كرهاً إن هو نفذ تهديده. . فيكرر صديقه الخبيث قوله:

عقيل:

أوَ ترضى يُتْمَ ليلى؟

براق:

لا ولا، حسبي ذهولا

قطع السيف يميناً ... تترك العم قتيلا

والفتى من كان للأهل ... ين مسماحاً وصولا

غير أن براق يرى أن من المستحيل عليه معاشرة أهله، وقد حطموا قلبه وفتتوا كبده فيقول:

غير أني لا أرى عن ... أرضكم إلا الرحيلا

يا لقومي للنوى زم ... وا عن الحي الحمولا

والى البحرين في ... صبح غد، حثوا الرعيلا

حتى إذا كان الصباح رحل براق إلى اليمامة ليأسو جرحه، وينسى ما هو فيه من عذاب وألم. فهل ترى الأقدار ساعدته؟ أم أنها كانت تعد له من مخبآتها ما أثار شجونه واستفز رجولته وألهب حميته وهو العربي الصميم؟

نعم إن الأقدار حاربته وعذبته، فإنه ما كاد يستقر في اليمامة حتى علم أن قومه في حرب ضروس مع طيئ وخزاعة. فماذا يعمل؟ أيذهب ويحارب معهم حتى ينتصروا وهم هم الذين عذبوه ومزقوا قلبه. .؟ أم يتركهم لأعدائهم يسومونهم سوء العذاب يذبحون أبناءهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>