للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

على الأرض استضاء وجهها المواجه للشمس لكونها كثيفة ووقع ظلها لكثافتها المانعة من نفوذ الضوء في مقابلة جهة الشمس، إذ من شأن الظل أن يكون كذلك؛ فإذا كانت الشمس فوق الأرض فهو النهار، وإذا كانت تحت الأرض وقع الليل، ووقوع ظلها يكون على شكل مخروط مستدير، إذ الشمس أعظم جرما من الأرض بكثير.

وقال المؤلفان عن الخسوف والكسوف: (إن جرم القمر في نفسه مظلم، وإنما بضياء الشمس فيكون النصف المواجه للشمس فيكون النصف المواجه للشمس أبدا مستضيئا لو لم يمنع مانع كحيلولة الأرض بينهما، والنصف الآخر مظلما؛ وهذا الحكم تقربي لما بين في موضعه من أن الكرة إذا استاءت من كرة أكبر منها كان المستضيئأكثر من نصفها، فعند الاجتماع يكون القمر بيننا وبين الشمس فيكون نصفه المظلم مواجها لنا فلا نرى شيئا من ضوئه، وذلك هو المحاق؛ وإذا بعد عن الشمس مال نصفه المضيء إلينا فنرى طرفا منه وهو الهلال؛ ثم كلما ازداد بعده عن الشمس ازداد ميل النصف المضيء إلينا فازداد ضياؤه أي نور القمر بالنسبة إلينا وهو الزيادة حتى إذا قابلهاانحرف عن المقابلة مال إلينا شئ من نصفه المظلم ثم كلما يزداد ذلك الميل يأخذ الظلام بالزيادة حتى يمحق القمر وإذا حال القمر بين الشمس وبيننا فيستر ضوءها عنا كلا أو بعضا وهو كسوف الشمس، وإذا حالت الأرض بينهما ووقع ظلها على وجه القمر المواجه للشمس كله أو بعضه فلم يصل إليه ضوء الشمس أصلا أو بقدر ما وقع عليه الظل فيبقى ما لم يصل إليهالضوء على ظلامه الأصلي وهو خسوف القمر. ولنجتزئ بما تقدم عرضه من كلام هؤلاء الذين عاشوا قبل (جالليو) بمئات السنين ولتغفروا لنا طول ما اقتبسناه من مؤلف الجغميني (الملخص في الهيئة) ومن شرحه وقد طبعا في إيران عام ١٢٨٦هـ والعادة في النجف الأشرف أن يدرسا في رمضان عندما تتعطل باقي الدروس الأصلية.

لقد تبين مما تقدم أن علماء الفلك المسلمين لم يكونوا يعتقدون في سطحية الأرض ولم يكونوا بظنونها بساطا ممتدا إلى ما لا نهاية له الخ، كما ظن الدكتور فضل.

بقى لنا أن ندرس فكرة حركة الأرض فهل هي حديثة الميلاد كما تفضل فضل الحق أنها ليست كذلك. وحرصا على الوقت نورد مقتطفات من آثار أناس يوثق بشهاداتهم، قد عرفوا بالخبرة في الموضوع. هذا هبة الدين الشهر ستاني يقول في كتابه (الهيئة والإسلام) - (إن

<<  <  ج:
ص:  >  >>