أول من كشف السر عن دوران الأرض هو (فيثاغورس) النابغ قبل الميلاد بقررون خمسة، وتبعه (فلوطرخوس) و (ارخميدس) ثم قوى رأيه (ارسترخوس) الساموسي بعده بقرنين، وعلم دوران الأرض السنوي حول الشمس فشكي وكفر، ثم نبغ بعده بنصف قرن (كليانثوس) من أسوس واختار الحركتين للأرض فشكي واتهم بالكفر أمام الحكام؛ ثم ظهر (بطليموس) بعيده بقليل فأوضح سكون الأرض الذي كان الناس يزعمونه فطريا ويحسبونه بديهيا ورتب الأجرام السماوية والحركات الفلكية على ما فصله في (المجسطي) فنال نظامه الصوت والصيت في العالم المتمدن (حينذاك) حتى أصبح المتفلسفون من المسلمين وغيرهم ينقحون هيئته ويدافعون عنها. وكان في مهرة فلاسفة المسلمين من يدفع الموانع عن تحرك الأرض أيضا كالعلامة نصير الدين الطوسي والفاضل بهاء الدينالعاملي وكان الأفرنج يومئذ غارقتين في الضلالة، وكن استبداد البابوات قد منع الأفوه والإفهام عن التحرك في سبيل العلوم العقلية وإظهار ما لا تقبله الكنيسة، وقد أحرقت ألوفا من المستنيرين بعلوم الإسلام وفلسفة ابن رشد القرطبي. وحسبك أن الحكيم (برونو) نطق بسير الأرض قبل الألف الهجري، فهجروه وأبعدوه عن أوطانه ثم سجنوه ست سنين ثم أحرقوه وأحرقوا كتبه. واجترأ (بعد الألف الهجري، فأثبت الحركتين للأرض فأهانوه واضطهدوه حتى قارب الهلكة ثم سجن طويلا. وأول من نطق بتحرك الأرض من الأفرنج هو (الكردينال دى كورا) ثم (الكردينال إلينا كوس) ثم (جون مولار) لكنهم لم يتجاهروا بالقول ولا أتوا بأدلة مقنعة حتى قام (كوبرنيك) في حدود الألف الهجري وأقام أدلة قوية وكتب الرسائل والكتب في هذه المسألة، فصار بذلك محييها ومؤسسا للهيئة العصرية وسلك الحكماء مسلكه، فأصبح اليوم هذا النظام هو الشائع).
ويؤيد كلام الشهر ستاني ما قرأت في كتاب (مبادئ علم الهيئة) تأليف اليز أفرت، إذ جاء فيه (أنه نحو نصف القرن السادس عشر، بينما كان تعليم بطليموس هو المشهور في كل مدارس أوربا قام (كوبرنيكوس) من بروسيا، وأحيا تعاليم فيثاغورس التي هي التعاليم الحقيقية المعول عليها في هذه الأيام، وهي أن الشمس مركز، والأرض وبقية السيارات تدور حولها، وأن لكل منها دورة ثانوية تدور على محورها) وفيه (أن فيثاغورس قبل المسيح بخمسمائة سنة، أسس المدرسة الثانية المشهورة الفلكية وهي في يكروتونا من