للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محن حطمته وتركت فيه كثرا من الآثار السيئة، ثم ما كان من نهضة الغرب واقتحامه الشرق اقتحاما جعله يفيق من غفلته، ويحس بعيوبه وبخاصة إلى إصلاحها، والمؤلف يبين بذلك أن البيئات التي ظهر فيها هؤلاء الزعماء كانت تحس بحاجتها إليهم ويبين أن (أمكنتهم) كانت (فارغة) تنتظرهم، وأنهم لها وأنها لهم، لم يقحموا فيها إقحاما. ومن ثم يراهم القراء حيث هم دون أن يحس لظهورهمبغرابة ولا حيرة.

وأما الفصول العشرة، فقد اختص كل فصل منها بزعيم، والزعماء العشرة هم كما رتبوا في الكتاب محمد بن عبد الوهاب في جزيرة العرب، ومدحت باشا في تركيا، والسيد جمال الدين في الأفغان ومصر وغيرهما، والسيد أحمد خان، والسيد أمير علي في الهند، وخير الدين باشا التونسي في تونس، وعلي باشا مبارك، وعبد الله نديم في مصر، والسيد عبد الرحمن الكواكبي في الشام والشيخ محمد عبده في مصر. وقد اختلف حظوظ الفصول من صفحات الكتاب: ففصل (السيد أمير علي) وهو أقصرها - نال سبع صفحات، وفصل (الشيخ محمد عبده) وهو أطولها - نال إحدى وستين صفحة، وبقية الفصول بين هذين حظا، وفي كل فصل درست (البيئة التي نشأ فيها الزعيم المصلح وحاجتها إليه، وصفاته التي أهلته للزعامة فيها، وما واجهه في جهادة من عقبات، وتعاقب عليه من أزمات، وما صادفه من نجاح وخيبة وأسباب نجاحه وخيبته. كل ذلك قد ساقه المؤلفبأسلوب سديد، وتعبير واضح، مع أدب جم في النقد، وتقدير قصد في النقاد.

وكما اختلف الفصول حظا من الطول والقصر اختلف حظها من الإتقان والتماسك، ومن التأثر الخفي بالغاية التي قصدها المؤلف بكتابه.

وأما الخاتمة، فقد استعرض المؤلف فيها إجمالا وصف النقلة التي انتقلها الشرف الإسلامي على أيدي مصلحيه، والفروق بين حاليه قبلهم وبعدهم، وما وقع من الغرب عليه من أفكار ونظم في استبداده به، والأزمات الروحية ولاماديةالتي يعانيها الآن، والتيارات والمذاهب الفكرية والاجتماعية التي تتدافع فيه، والأخطار التي تتهدده، والأطماع التي تشتجر حوله، والمشكلات التي تواجهه في انتظار الحل على أيدي (مصلحين جدد) والشروط التي يجب توفرها في المصلح، والشروط التي يجب أنتهيأ له لنجاحه في إصلاحه.

هذه كل مضامين الكتابة بإجمال دقيق، ومن استعراضها يتبين سبب إعراضنا عن فهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>