يقفوا الأمر وسبب نفوري منهم وليكن لي ذلك مبرر وشفيع وأني لآمل إلا تعاجله المنية قبلي لأني لا أثق بغيره من الأطباء.
إني أترك لكما الثروة المتواضعة التي جمعتها بعرق جبيني فاقتسمها بينكما بالعدل كما آمل أن يسود بينكما الحب والوفاق وأما أنت يا شقيقي (كارل) فأشكر لك حسن صنيعك وعطفك على كما أسألك أن تنشئ أبناءك نشأة طيبة متمسكين بالفضيلة ففي ذلك وحده النجاة كما أنها الطريق المفضي إلى السعادة، والسعادة ليست في الثراء لأنه عرض زائل وإنما هي معنوية وليست مادية.
أشكر جميع أصدقائي ولا سيما سمو الأمير (شنوسكي) والأستاذ (شمد) كما التمس منكما أن تحتفظا بالآلاتالموسيقية التي أتحفني بها سمو الأمير كذكرى نفيسة (اللهم إلا إذا أعوز كما المال ففي هذه الحالة فقط أسمح لكما ببيعها).
أسباب مرضه:
اختلف الأطباء في تعليل الأسباب التي أدت بسمعه فبعضهم يعزوها إلى مرض الزهري كالدكتور (جاكوبصن) مثلا ولكن تشريح جثته بعد موته في السادس والعشرين من شهر مارس سنة ١٨٢٧ لم يظهر أي أعراض للزهري وبعضهم يقول إن حمى التيفويد التي أصيب بها في حداثته سببت له التهابا في الأذن الداخلية غير أن هذه الدعوى ليس لها مكان من الصحة إذ أن مثل هذا الالتهاب له عوارض لم تظهر على بيتهوفن والمتفق عليه الآن أن مرض أذنيه الذي أودى بسمعه هو ما يسمونه بال - لأن كل ما كان يشكومنه من عوارض وما دلت عليه نتيجة التشريح بعد الموت ولا سيما تشريح الأذن نفسها يدل على أن بيتهوفن كان مصابا بالمرض الأذني المذكور يضاف إلى ذلك أن والده كان ضعيف السمع والوراثة تلعب دورا هاما في هذا النوع من الأمراض السمعية.
أثر الصمم في فن بيتهوفن:
يظن الكثير من الناس بأن حاسة السمع شيء لا عوض عنه للفنان الموسيقى وذلك أن يعزف بنفسه أو يعزف له أحد غيره ما يؤلف من قطع موسيقية فيتذوق ما بها من فن ويصلح ما بها من ضعف وهو ما حرم منه بيتهوفن مدة طويلة ولكن الواقع ينفي ذلك إلى