بريطانيافي الحرب الأخيرة. فلما تجسدت روحه عرفتها هيلين قبل أن يذكر اسمه، إذ شاهدتها قبل ذلك مرات عديدة.
وهو شاب جميل، وقد طلب من هيلين أن تقف ليحادثها وجها لوجه، فشكرها على ما قامت به من خدمة لوالديه، إذ كانت الوسيطة بينهم، وقبل أن يذهب قبلها في جبينها، وقالت هيلين إن أنفاسه كانت حارة. . .
وكان لدى هيلين مفاجأة أخرى.
فقد ظهر دليلها الروحي، وهو من الهنود الحمر، بزي الهنود الحمر كاملا. . . وإنه لمن العسير أن يكون في هذا شيء من التلاعب.
وكان أروع ما في هذه الجلسة ظهور روح متجسد خرج وانحرف مسافة عشر أقدام، ثم حيا الحضور، ورفض أن يذكر اسمه وشخصيته قائلا أنهم لا بد يعرفونه من هيئته وصوته.
وقد عرفناه فعلا، فقد كان موظفا كبيرا ومن أكابر رجال الحركة الروحية في حياته.
ومن المستحسن أن أذكر لك أنه من النادر أن تظهر هذه الأرواح المتجسدة من وراء مثل هذه الهيئة، أو المجلس، لأن هناك حبل حياة خفيا يربطهم بالوسيط، في مثل (خلاص الطفل) الذي ذكرته التوراة، ويقطع عند الموت.
وسار هذا الموظف الميت مع آخرين إلى زاوية الحجرة، وجلس على مقعد، وبدا نقاشاً طويلا، بدا طبيعيا جدا حتى كان من الصعب أن تعتقد أنك تصغي إلى حديث بين الأحياء الموتى وكان بعض هذه الأرواح المتجسدة يقول أن عليه أن يعود إلى المجلس - أو الوزارة - ليأخذ (تموينا) آخر. . . ثم يتقهقرون ويختفون خلف الستارة الموضوعة، ثم يظهرون بعد دقائق قليلة، ويحتلون مقاعدهم التي تركوها.
ولكننعتقد أن هذه الأرواح لم تكن فراغا، فقد كانوا يستديرون لنرى ظهورهم.
وكان لهم وزن جسمي. . فقد انحنى أحدهم بساط (يعدله) بعد أن زحزحه روح مضى.
وجاء روح صيني بسحنته الشرقية وشواربه الطويلة المدلاة، وحيا سيده كان يعالجها بطريق الوسيطة.
وتجسد روح فتاة، ولكنها لم تقل شيئا، وكان الغرض من حضورها إزالة كل شك في هذه