للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إن الفتى من يقول ها أنا ذا ... ليس الفتى من يقول كان أبي

هذا وليتذكر الناقد المحترم أنني أوردت تلك الأبياتفي نقض قول الأستاذ محمود رزق (وبدهي أن معنى فتى لا يغيد لغة معنى شهم) ومع ذلك يصح لي أن أستند إلى قولي المتنبي وابن هرمة إذا استعملا فتى في معنى شهم فإن لغة عصرهما الأدبية الجارية في الشعر مما يعتد به.

ولإكمال البحث أورد لك نصوصا أدبية أخرى قد لا يأتي جملة منها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، وقد استعمل فيها (فتى) في معنى الشهامة، فقد جاء في هامش بلوغ الأدب أن سعد بن مالك بن ثعلبة جد طريفة بن العبد قال:

والحرب لا يبقى لج ... احمها التخيل والمِراحُ

إلا (الفتى) الصبار ... في النجدات والفرس الوقاحُ

الحاجم من الحرب: معظمها وشدة القتل في معاركها، تخيل الرجل تكبر، والمراح الاسم من مرح الرجل إذا اشتد نشاطه وفرحة بطر واختال.

وفي بلوغ الأرب قال عمرو المحاربي من عبد القيس:

سقى جدث (الريان) كل عشية ... من المزن وكاف العشى دلوح

أقام (لفتيان) العشيرة سهوة ... لهم منكح من جريها وصبوح

فيا من رأى مثل الهراوة منكحاً ... إذا بل أعطاف الجياد جروح

(الجدث محركة الفبر والوكاف المطر المنهل والمزن السحاب الواحدة مزنة سحابة، دلوح كثيرة الماء، والسهوة الفرس السهلة، والصبوح بالفتح شرب الغداة) فالشاعر هنا جعل الرابطة بني الفتيان الفروسية والخمر والنساء، وذلك ما اعتبره من الفتوة - طرفة في معلقته قال الألوسي أن الريان هذا الذي رثاه الشاعر كانت له فرس لا تدرك تدعى (هراوة الأعزاب) لأنه تصدق بها على أعزاب قومه فكان العزبمنهم يغزو عليها فإذا استفاد مالا وأهلا دفعها إلى آخرمن قومه فكانوا يتداولونها فضرب مثلا، وهذا ما يريده الشاعر بقوله أنها منكح لهم، وذلك لأنهم يسبون النساء بفضلها كما كانت عادة العرب في الغزو والغارات والسبي.

وروى في بلوغ الأرب عن الأغاني أن كلا بابن أمية هاجر إلى المدينة في خلافة عمر بن

<<  <  ج:
ص:  >  >>