للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الخطاب (رض) فأقام بها مدة ثم لقي ذات يوم طلحة والزبير فسألهما أي الأعمال أفضل في الإسلام؟ فقالا الجهاد فسأل عمر (رض) فأعزاه في جيش، وكان أبوه قد كبر وضعف، فلما طالت غيبته قال في قصيدة يصف شوقه وحنين أم كلاب لابنها.

إذا سجعت حمامة بطن وج ... إلى بيضاتها دعواً كلاباً

تركت أباك مرعشة يداه ... وأمك لا تسيغ لها شراباً

فبلغت عمر (رض) فلم يردد كلابا فاهتز أمية وخلط جزعا عليه ثم أتاه يوما وهو في مسجد الرسول (ص) وحوله المهاجرون والأنصار وأنشأ يقول:

أعاذل قد عذلت بغير علم ... وما تدرين عاذل ما ألاقي

فإما كنت عاذلة فردي ... كلاباً إذ توجه للعراق

ولم أقض اللبانة من كلاب ... غداة وآذن بالفراق

(فتى الفتيان) في عسر ويسر ... شديد الركن في يوم التلاقي

فهو يرى الفتى ذلك البطل القوى والفارس الذي لا يهاب (واللبانة الحاجة وآذنه بالأمر أعلمه به وقوله سجعت حمامة يعلن وج سجعت الحمامة هدرت وصوتت ووج اسم وادي بالطائف وقوله لا تسبغ الشراب أي لا يسهل مدخل الماء إلى بلعومها ولا تقدر أن تبتلعه لكربها وشجوها قال عبد الله بن يعرب بن معاوية:

فساغ لي الشراب وكنت قبلا ... أكاد أغص بالماء الفرات

وروى السيد المرتضى في أماليه لشاعر يبكى على قتلى بدر من المشركين) ولا بدأن يكون جاهليا:

فماذا بالقليب قليب بدر ... من (الفتيان) والشرب الكرام

وماذا بالقُليب قليب بدر ... من الشيزي يكلل بالسنام

قال المرتضى: القليب هي البئر وأهل القليب جماعة قريش منهم عتبة وشيبة ابنا ربيعه والوليد بن عتبة، وقال في المنجد الشرب بالفتح جمع شارب. وفي الأمالي قال بشر بن أبي خازم لابنته عميرة:

فمن يك سائلا عن بيت بشر ... فأن له بجنب الردَم بابا

ثوى في مَلحَد لا بد منه ... كفى بالموت نأياً واغترابا

<<  <  ج:
ص:  >  >>