للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المحب، كما تدل على ذلك مقالاته الأخيرة بالأهرام؟

على أننا لم نسمع قبل اليوم أن أحداً من كبارنا أمثال الدكتور طه، ممن نالهم بعض العنت في عهود غير أوليائهم، قد غضب من مصر وهجرها إلى غيرها من البلاد. ولعل ذلك لأنهم ليس لهم (فرنسا) يهيمون بها. . . وهل تحتضن الدولة كل كبار الأدباء؟ وهل هذا لازم لعيشهم في البلاد ورضائهم عنها؟

أكتب هذه وأنا آسف لحرمان مصر في هذه الآونة المضطربة قلم طه حسين الفياض، وهي أحوج إلى صولاته في صميم شؤونها المعقدة المختلفة، منها إلى ما يلقى في حجرات المؤتمرات القريبة والنائية. . . وإن ذلك لأجدى عليها من دراسة شؤون البلاد التي تركب الأفيال!

الكبراء والكتب:

قرأت في مقال للأستاذ المازني بالعدد الأخير من أخبار اليوم، أنه كان في مجلس جاء فيه ذكر بعض الذين يعدون أنفسهم من القادة أو الزعماء، فقال (إني أراهن بما تشاءون - وأنا واثق أني لن أخسر - أنه ليس في بيت (فلان) - ولا داعي لذكر اسمه - كتاب واحد حتى ولا رواية بوليسية وقال هذا مثل واحد أكتفي به لأنه يغنى عن غيره.

وقد ذكرني هذا بما قصه على صديقي س قال: عهد إلى أن أقدم إلى بعض الكبار هدايا: نسخا من كتاب أخرجته لجنة إحياء آثار أبي العلاء المعري، تنفيذا لقرار وزارة المعارف القاضي بهذا الإهداء فقدمت له الكتاب، فتناوله ونظر إلى غلافه ثم قال متلطفا أو متظاهرا بالمعرفة: نعم. أبو العلاء المعري! بضم الميم.

وهذا الذي جرى لميم المعري ليس أمرا هينا. . فأقل ما يدل عليه عدم استحقاق الهدية! وكم هناك ممن يستحقونها ولا تهدى إليهم، لأن الوزارة تهدى هذه الكتب إلى الكبراء وأصحاب المناصب العالية، وأكثرهم لا يقرءونها ولا يعرفون قيمتها، ولا تنظر إلى غيرهم من الأدباء والمتعلمين الذي يلاقون العنت في استعارتها من دار الكتب المصرية.

احتلال الأوبرا:

يظهر أن المهزلة التي تمثل سنويا على مسرح الأوبرا - ستتابع فصولها في الموسم القادم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>