للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أعنى الفرق الأجنبية التي تجلب من أوربا كل عام لتسلية (الخواجات) والترفيه عن أبناء الذوات. . . فتحتل المسرح القومي أكثر الموسم بعد أن تجلو عنه الفرقة المصرية وهي أحق به.

فقد قال مراسل الأهرام من باريس أن الأستاذ سليمان نجيب بك مدير دار الأوبرا الملكية وصل إلى باريس وصرح له بأنه سيدعو إلى مصر بين شهري يناير ومارس القادمين، فرقة مونت كارلو لمدة ١٥ يوما، وفرقة الأوبرا الإيطالية لمدة أربعين يوما، كما أنه سيدعو إليها ببار بيار بلا نشان لمدة شهر مع فرقة تمثل خمسا من رواياته. ويضيف إلى ذلك أنه يرجو أن يوفق لإرسال فرقة الكوميدية المصرية إلى فرنسا وانجلتا في مقابل الفرق الأجنبية التي تستقبلها مصر.

وأنا أسال أولا: ما هي فرقة الكوميديا المصرية التي يرجو أن يبادل بها. . .؟ هل عندنا فرقة بهذا الاسم؟ إن كل ما لدينا هي الفرقة المصرية التي تشرف عليها وزارة الشئون الاجتماعية وهي ليست كوميدية، والفرق الأخرى معطلة هذه السياسة التي منها استجلاب الفرق الأجنبية.

المسألة ليست إلا ستراً للموقف بتسميتها (تبادل فرق) فقد استنكر الرأي العام في السنة الماضية الاستمرار في استيراد الفرق الأجنبية، وحمل عليه النقاد حملات موقفة، وكان لنا في ذلك مشاركة. فأريد اتقاء الشعور العام بهذا (الرجاء) وقد تطورت ظروف البلاد بعد ذلك حتى صرنا إلى حال لم يكن يصح فيها أبدا مجرد التفكير في شيء من هذا الذي يزمعه مدير دار الأوبرا. وقد قال النقاد وقلنا في العام الماضي، والجديد الآن أننا نحارب في فلسطين - نقاتل ونهادن وندفع العدوان ونستأنف القتال - وهذا يقتضي تجديد الجهود والأموال لمواجهة الجهاد، ولماذا نلغي الحفلات الرسمية وتستغني عما يماثلها من الكماليات. وقد وقفت دول الغرب ضج قضية العروبة، وهذا يقتضي أن نقف منهم موقف الحازم لا يتفق معه أن ندعو فرقهم لاحتلال مسرحنا القومي، ولا يكفى اختصار المدة المعتادة، لأن الذي يدعو إلى هذا الاختصار هو الذي يدعو إلى الاستغناء التام

أراني أخذت في بيان ما هو ظاهر بالبداهة. . . وإني والله لأخجل أن أرى في بلادنا وفي هذه الظروف التي نحن فيها، تلك الفرق التي يراد قيادتها إلى مصر في الموسم القادم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>