للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إن طال ليلي فطول الليل يؤنسني ... إن كان غيري طول الليل يضجره

فإن لي في ظلام الليل مأثرة ... هي الصلاة إلى المولى فتقصره

ويقول الشيخ مجذوب جلال الدين:

إني لمن معشر كانت شمائلهم ... محبة المصطفى في السر والعلن

يلين قلبي لذكراه إذا تليت ... ويقشعر إذا ما رتلت بدني

كما لم يفتهم أن يتحدثوا عن زهدهم في الدنيا، ورضاهم فيها بالقليل، وحثهم الناس على القناعة، والبعد عن سفاسف الأمور وصغائرها؛ وهذا شاعر قديم عاش في السودان منذ قرنين من الزمن هو الشيخ فرح تكتوك، وقول صاحب (شعراء السودان) في ترجمته: (هو ولي صالح، وشيخ من الشيوخ التقاة وشاعر من كبار الشعراء، له من صفاء سيرته وسريرته ما يشهد بصلاحه وتقواه، وهو من قبيلة عرب البطاحين المشهورة في السودان، له في الحكم آيات بينات، وقصائده كلها في الوعظ والإرشاد، قلما ينظم في موضوع آخر إلا ما دعت إليه الضرورة). ومن شعره:

يا واقفاً عند أبواب السلاطين ... ارفق بنفسك من هم وتحزين

إن كنت تطلب عزاً لا فناء له ... فلا تقف عند أبواب السلاطين

واعلم بأن الذي ترجو شفاعته ... من البرية مسكين ابن مسكين

خل الملوك بدنياهم وما جمعوا ... وقم بدينك من فرض ومسنون

واستغن بالله عن دنيا الملوك كما ... استغنى الملوك بدنياهم عن الدين

مالي أذل لمخلوق وأسأله ... ولو سألت الذي أعطاه يعطيني

فلقمة من طعام البر تشبعني ... وجرعة من قليل الماء ترويني

وقطعة من قليل الثوب تسترني ... إن مت تكفنني أو عشت تكسوني

وقد تناولت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأكثر القصص التي ذكرت في السير، كما تناولت تمجيده وتمجيد أصحابه رضوان الله عليهم، وتتزاحم علينا الأشعار حين نريد أن نختار منها فلنكتف بقليل من كثير.

تناول الشاعران عبد الله حسن الكردي، وجلال مجذوب قصيدة الإمام البرعي التي مطلعها:

<<  <  ج:
ص:  >  >>