وفيه كان الهذلي النقاش يغدو إليه (فتيان قريش) وقد عمل عمله بالليل ومعهم الطعام والشراب والدراهم فيقولون غننا الخ وقد قال فيه في التعريف بالهذلي هاذ أنه سعيد بن مسعود كان ينقش الحجارة بأبي قبيس (جبل في الحجاز) وكان فتيان من قريش يروحون إليه كل عشية فيأتون بطحاء يقال لها بطحاء قريش فيجلسون عليها ويأتيهم فيغني لهم ويكون معهم.
وفي الأغاني أن وضاحاً هوى امرأة يقال لها روضة، فذهبت به كل مذهب وخطبها فامتنع قومها من تزويجه إياها وعاتبه أهله وعشيرته فقال في ذلك:
يا أيها القلب بعض ما تجد ... قد يعيش المرء ثم يتئد
قد يكتم المرء حبه حقباً ... وهو عميد وقلبه كمد
ماذا تريدين من (فتى غزل) ... قد شفه السقم فيك والسهد؟
حديث الأصمعي عن الخليل بن أحمد أن وضاحاً كان يهوى امرأة من كندة يقال لها روضة.
وجاء في الأغاني عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن أبيه قال: دخلت الري فكنت آلف (فتياناً) من أهل النعم وهم لا يعرفونني فطال ذلك عليَّ إلى أن دعاني أحدهم ليلة إلى منزله فبت عنده فأخرج جارية له ومد لها ستارة فتغنت خلفها فرأيتها صالحة الأداء كثيرة الرواية فشوقتني إلى العراق وذكرتني أيامي بها فدعوت بعود فلما جئ به اندفعت فغنيت صوتي في شعري.
أنا بالري مقيم ... في قرى الري أهيم
وقد كنت صنعت هذا اللحن قديماً بالري فخرجت الجارية من وراء الستارة مبادرة إلى فأكبت على رأسي وقال أستاذي والله فقال لها مولاها أي أستاذيك هذا؟ قالت إبراهيم الموصلي فإذا هي إحدى الجواري اللاتي أخذن عني وطال العهد بها فأكرمني مولاها وبرني وخلع على فأقمت مدة بعد ذلك بالري وانتشر خبري بها ثم كتب بحملي إلى والي البلد فأشخصت.
فترى أن كلمة (فتيان) فد استعملت في العصر العباسي وأريد بها إخوان الطرب الذين جمعتهم العشرة على موائد اللذات فهؤلاء الفتيان الذين تعطينا القصص صورة مصغرة