للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

على (السحاح) (والأبزن) (والمشرجَّع) وهو حين يشب عن الطوق. . . ويقرأ لكبار الكتاب لا يجد هذه الكلمات وأمثالها فيما يقرأ، فينفض يده منها كالمعلومات التي يمتلئ بها ليفرغها في الامتحان!

وقد تقول إن بعض الكلمات التي لا نستسيغها الآن، قد تسير كما سارت السيارة وكثير غيرها، ولكن هذا لا يكون إلا في الكلمات التي يقبلها الكتاب ويمنحونها الحياة بأقلامهم. ولاشك أن للكتاب عذرهم في استعمال الأسماء الأجنبية التي لم توضع لها أسماء عربية موفقة، أو لم يوضع لها شئ البتة. وأنا لا أرى أحداً يستطيع أن يصف غرفة من الغرف الحديثة فيسمى كل محتوياتها بأسماء عربية صحيحة، ويؤلف من ذلك - إن استطاع - كلاماً يقبله الذوق العصري. وهذا مثل واحد، وغيره كثير.

وما احسبنا إلا متفقين على ضرورة المحافظة على سلامة التعبير العربي، وقبول ما يوفق في وضعه من الأسماء للمسميات الحديثة، بطريق وجود الاسم في اللغة، أو بالاشتقاق أو النحت أو التعريب، ومن التوفيق في وضع الاسم أن تقبله الأذواق، ولا يكفى إقرار المجمع إياه. والمشكلة فيما عدا ذلك من الأسماء الأجنبية، أفنقبلها كما هي. . . أم ماذا نصنع؟

الفكاهة فن:

ألقى الدكتور إبراهيم ناجى محاضرة موضوعها (سيكولوجية الفكاهة) بنادي جماعة العمل الوطني الاجتماعي يوم السبت الماضي. وقد شرح في هذه المحاضرة علاقة الضحك بالغريزة، ثم تطرق إلى العلاقة بين الفكاهة والفن ذاهباً إلى أنها لون من ألوانه، وقال إن هذا الرأي خاص به، لأنه لم يجده فيما لديه من المراجع السيكولوجية والفلسفية، ثم دلل على أن الفكاهة فن يبيان المشابه بينهما فقال: إن الفن مشتق من العاطفة مباشرة والفكاهة كذلك، وقد يلونه الفكر كما يلون الفكاهة الراقية. والفن عند علماء النفس لعب بالانفعالات، أو هو طاقة حيوية فائضة، ولذلك يتبع من غريزة غنية بالعاطفة، ولا يمكن أن تنتجه الغريزة الضحلة، كذلك الفكاهة الفكرية الراقية لا يمكن أن يجئ بها إلا الأذكياء، ولا يدركها بسرعة إلا الأذكياء. ويتفق الفن مع الفكاهة في أن كليهما متعة وسرور، وفي أنهما لا يهدفان إلى غاية اجتماعية ظاهرة، وأن التهذيب بوساطتهما ناشئ من طبيعتهما الاجتماعية. ويرجع السبب في أن عباقرة الفن ممن يجيدون الفكاهة أدباً أو تصويراً، إلى أن الفكاهة

<<  <  ج:
ص:  >  >>