والفن من معين واحد، وأكاد أقول إن الكاتب الذي يجيد كتابة المأساة كشكسبير يجيد الفكاهة، لأن أعذب الفكاهة هو الذي يجئ بعد كبت ومرارة كرد فعل. . .
والنكتة البارعة سرها في حل مسألة أو مشكلة، أو في وصف شئ بقول مبتكر سريع غير منتظر، وهذا يشبه اللفتة الذهنية البارعة في الفن الأدبي كالاستعارة التي ترمي إلى وجه شبه بعيد، أو تناقض غير منتظر.
ثم ختم الدكتور ناجي محاضرته بقوله: يلاحظ أن الفكاهة في الأدب العربي القديم كانت تكثر عن الطفيليين والمتسولين، وهذا لون لا نراه الآن كثيراً. وكذلك تكثر في الأدب العربي الفكاهة باللعب اللفظي، ولا يزال هذا شائعاً.
فن مصري:
الفكاهة باللعب اللفظي فن مصري، نشأ على ألسنة الشعراء والأدباء في العهد الأيوبي وكثر فيما بعده، ولا يزال شائعاً في فكآهاتنا العصرية كما يقول الدكتور ناجي، وأكثر ما يكون ذلك بالتورية والتجنيس. وكان من أسبق فرسانه الشاعر المصري أبو الحسين الجزار، قال في زوج أبيه:
وقائل قال: ما سنها؟ ... فقلت: ما في فمها سن
وقال على لسان طبيب عيون:
يا سائلي عن حرفتي في الورى ... واضيعتي فيهم وإفلاسي
ما حال من درهم إنفاقه ... يأخذه من أعين الناس
ومما يستملح ذكره في هذا المجال أن الأستاذ العقاد كتب إلى شاعر يسكن بشارع العجم في مصر هكذا:
(إلى شاعر العرب في شاعر العجم)
ولست أدري هل يكون (المرسل إليه) شاعر العرب إذا خرج من شارع العجم؟!.
الأدب والفن في قسم حلوان:
(وبتفتيش المشتبه فيه وجدنا معه أوراقاً فيها شعر وموضوعات أدبية).
هذه فقرة من محضر التحري الذي عمل لي في قسم بوليس حلوان، و (المشتبه فيه) هو