معناه مع بياتي في الوقت نفسه من حبي لك وتقلبي في فراشي كمن لدغته العقرب.
لكن الأساتذة - مع احترامي لهم - مؤلفي كتب القواعد عاقبوا بين الفاء والواو في الأمثلة بدون نظر إلى اختلاف معنييهما فقالوا: ذاكر فتنجح، وذاكر وتنجح، فالمثال الأول يترتب فيه النجاح على المذاكرة، ولكنه في الثاني يحتاج إلى تأويل، ومع ذلك فهو بعيد عن معنى الواو التي في هذا الباب على كل حال حقيقة أنه قد يكون مع المذاكرة النجاح، ولكن ليس النجاح مرتبطاً مع المذاكرة في نفس الوقت، وإنما هو مترتب عليها، وهي سبب له. وذلك ما تفيده الفاء التي تؤدي معناها لام التعليل، وتصلح أن تخلفها في أمثلتها.
وإن الآيات والأمثلة لتؤيد كل ما قدمناه، ولله در ابن مالك إذ يقول:
والواو كالفاء إن تفد مفهوم مع ... كلا تكن جلداً وتظهر الجزع
فهو يذكر لنا أن الواو ينصب بعدها المضارع كالفاء بشرط أن تفيد المعية. ومثاله موضع كل الإيضاح. فلعل المؤلفين لكتب القواعد يذكرون ذلك عند إعادة الطبعات.
عبد الستار أحمد فراج
محرر بالمجمع اللغوي
١ - تشدد في اللغة لا موجب له:
علم الله أنني جد حريص على سلامة اللغة، ولكنني أكره التزمت فيها، وأبغض شئ إلى نفسي الإمعان في الجدل إلا جدلا يكشف حقاً، أو يُدحض باطلا، أو يهدي إلى الرشد؛ وقد ضقت ذرعاً بمسائل كثيرة يتعلق بها بعض من حسنت نيتهم، أو ضاق أفقهم، أو استولى عليهم الغرور، وأحب أن يتسع نطاق (البريد الأدبي) بالرسالة الغراء لنشر هذه المسائل؛ فمنها:
١ - يحرص كثير من أهل الفضل والدراية على تغيير لفظ العلَم الكُنْية المصدًّر بأب إذا كان مضافاً إليه؛ فيقولون: مدرسة أبي حمص، ومدرسة أبي المطامير؛ جرياً على قاعدة جر المضاف إليه بالياء إذا كان من الأسماء الخمسة؛ وقد يقعون بحسن نية فيما يدعو إلى السخرية فيقولون (مدرسة بني أبي الريش) يريدون مدرسة البنين ببلدة أبو الريش؛ ولو علموا أنه يجوز حكاية الكنية على أشهر أوضاعها، وهو صيغة الرفع بالواو لأراحوا