واستراحوا، وأظن الأستاذ الإمام الشيخ حمزة فتح الله قد عقد بحثاً لذلك في كتابه (المواهب الفتحية)، وقرأ أحد الصحابة (تبت يدا أبو لهب) كما في تفسير العلامة (أبو السعود).
٢ - يتشبث بعضهم بوجوب جر كلمة (أثناء) فيقولون مثلا (يلمع البرق في أثناء السحاب)، وهم يعتمدون في هذا التزمت على ورود الكلمة في جميع المراجع اللغوية التي بأيدينا على هذه الصورة، ويقول النحاة: إن اسم المكان لا يقبل النصب على الظرفية إلا مبهماً؛ وأثناء جمع ثِنْى، وهي في جميع الأوضاع مخصصة غير مبهمة لانحصار حدودها فيما أضيفت إليه؛ وهذا بلا شك كلام صحيح؛ ولكن لم لا يكون نصب الكلمة جارياً على نزع الخافض، وهو كثير جداً في كلام العرب، وجعله بعض العلماء قياسياً في المصادر المؤولة من (أن) وما دخلت عليه بل في غير المصادر من الأسماء الصريحة؟.
٣ - ما زال بعض الأدباء ينكرون كلمة (الهناء) لعدم ورودها مجردة من تاء التأنيث في أشهر الموسوعات اللغوية؛ وقد غاب عنهم ورودها في (المخصص) للعلامة (ابن سيده) في باب ألوان العيش والنعيم (أو كمال قال)؛ ويعلم الله كم جرى قلمهم الأحمر والأزرق على كلمة الهناء شامخين مزهوين، وكم نال (ابن نباته) الشاعر الظريف من الزراية والاستخفاف حين طرق أسماعهم بيته الرشيق:
هناءٌ محا ذاك العزاء المقدما ... فما عبس المحزون حتى تبسما
٤ - يتمسك كثير من أولئك بوجوب ضم راء (الرصافة) واقفين عند نص (الفيروزبادي)، ولو أنصفوا لحولوا أعينهم إلى ما كتبه شارح القاموس على هامش المادة، وإذاً لعلموا أن الفتح والضم سيان، وفي ظني أن الفتح في مثل هذه الكلمة أرق وأجمل، وما أحسب (علي بن الجهم) طيب الله ثراه قد نطق بها إلا مفتوحة الراء حين قال بيته الخالد:
عيون المها بين الرصافة والجسر ... جلبن الهوى من حيث ندري ولا ندري
٢ - أحسن من ذي قبل:
كثيراً ما يعترض القارئْين، ويجري على ألسنة المتحدثين هذا الأسلوب، ومنهم من يكتفي بفحواه وما يتبادر إلى الذهن من معناه، غير باحث فيما بني عليه من أساس لغوي، أو قاعدة نحوية، ومنهم من يحرف الكلم عن مواضعه، فيزعم أن اللفظ الأخير منه وهو (قبل) بفتح الباء لا بسكونها، وينسى أن هذا الضبط يفضي إلى قصور في المعنى وتعسف كبير،