للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ببكاه ونواحه، بضعفه وتخاذله، لا يمثل بيتنا ولا يصور حياتنا الاجتماعية والسياسية والقومية. وسيقف أحفادنا في المستقبل من هذا الأدب مقبلين أكفهم متسائلين عن معنى هذا الأدب يحاولون أن يستنبطوا حياتنا الاجتماعية منه فلا يفهمونها) استرعت هذه الفقرات انتباهي، فجعلت أتصور أدبنا الحاضر وأجول بفكري في نواحيه المختلفة، وأسأل نفسي لأحقق قول الكاتب الفاضل: هل يصور هذا الأدب حياتنا بحيث يستدل به عليها الآتون من بعدنا أو بحيث يصدق عليه ما هو مقرر معروف من أن الأدب مرآة المجتمع وصورة الحياة؟

إن أكثر الكتاب والشعراء مشغولون بالدراسات والبحوث والتعبير عن المشاعر المترفه، أو بالسياسة الحزبية، أو بالتوافه المسلية؛ فأين الحياة التي يحياها الناس من كل هذا؟.

والدراسات الأدبية مطلوبة ولابد منها للبناء عليها، ولكن لا يجوز أن يعكف عليها، ولكن لا يجوز أن يعكف عليها كلنا، أو أن نستهلك فيها كل جهدنا، ولا نضيف إلى أدب الذين ندرس أدبهم أدباً يدل على أننا كنا هنا. . .

لقد قال الكاتب في مستهل كلمته إنه تناول عدداً من مجلة الأديب فلم يجد به تعبيراً عن مثل ما يجيش بنفسه من المشاعر القومية. والعدد الذي نشرت به الكلمة زاخر بالفصول الأدبية الدراسية والأبحاث الفلسفية العالية، ولكنه يكاد يخلو مما يدعو إليه. وليست الزميلة كذلك وحدها فهذا طابع عام للإنتاج الأدبي في جميع البلاد العربية في هذا الوقت الذي يتوثب فيه الوعي العربي الجديد وينظر شزراً إلى الأدب الذي أنبت عنه.

وقد سمى السيد حمام هذا الإنتاج الذي يهرب أصحابه من الحياة (أدب الهروب) وقد أعجبتني هذه التسمية فأثبتها على رأس هذه الكلمة.

أهذا جزاء النيل؟:

أرادت إدارة الإذاعة أن تشارك في الاحتفاء بوفاء النيل، فأذاعت شيئاً مما تسميه (برامج خاصة) اسمه (النيل) من تأليف حضرة مراقبها العام، جمع فيه كل محفوظات الإذاعة مما يتعلق بالنيل من مثل (النيل نجاشي حليوة أسمر) و (يا بحر النيل يا غالي). . .

وقد بدأ البرنامج بمناجاة شعرية من الشاعر القديم (حابى) يلقيها بين يدي النيل ويتحدث فيها عن الآلهة القديمة، وقد أقلق مؤلف البرنامج روح (حابى) وأرواح تلك الآلهة إذ أثارها

<<  <  ج:
ص:  >  >>