من مستقرها في كتاب الأستاذ حسن سليم بك، حيث يليق بها أن تكون، لأنه كتاب علمي؛ وأكرهها على الظهور أمام جمهور مستمعي الإذاعة الذين لا يألفونها. . .
ويدور الحوار في البرنامج بين النيل ومصر على نسق كتب المطالعة للمدارس الابتدائية، كالمناظرة بين الدراجة والحمار. . . وكان الممثلون يلقون كما يطالع التلاميذ، والتي مثلت مصر مثلت بها!.
واستغرقت إذاعة ذلك البرنامج نحو ساعة قضيتها متجشما الإصغاء لأرى نهاية ما يصنع بالنيل. . . فقد كان كلاما يتلو بعضه بعضاً على كره، لا أثر فيه لأي عمل فني. وظاهر أن المقصود منه أن يكون حبلا يجر ما لدى الإذاعة من (الاسطوانات) القديمة التي ورد فيها ذكر النيل، وقد كان يمكن إذاعتها من غير هذا التكلف.
والنيل واهب مصر، وكل من فيها يعيش في كنفه وعلى ما يجود به غدواته، فهل يصح أن يكون هذا جزاؤه من مراقب الإذاعة العام؟ وماذا ترك للمراقب الخاص ومن دونه. . .!
لا تكتبوا عن أشياء:
شغل البريد الأدبي في الرسالة. . . منذ أكثر من شهر - ببحث نحوي أثاره الأستاذ محمود البشبيشي في كلمة (أشياء) ولا تزال المناقشة متصلة بين الأستاذ ومناظريه، وهى مناقشة لا طائل تحتها، فسواء أكانت أشياء على وزن أفعال أم على وزن فعلاء، وسواء أكانت جمع شئ أم جمع (لا شئ) وسواء أكانت ممنوعة من الصرف أم ليست ممنوعة منه ومستعملة كالممنوع.
كل ذلك لا أثر ولا نتيجة عملية له، لأن الكلمة (أشياء) تنطق وتكتب وتقرأ وتفهم، فلا تختلف في شئ من ذلك على أي وجه من تلك الوجوه. وأنا لا أنكر النبذ النحوية واللغوية التي يتعقب بها كاتبوها زلات الأقلام، فهذه رقابة لغوية مفيدة، على أن يكون (الرقيب) جيد التحصيل حسن التصرف غير متشدد ولا متعسف. أما الجدل في التعليلات النحوية وما يماثلها فلا غناء فيه. ثم أريد أن أسأل الأستاذ أحمد أحمد العجمي: أيهما أولى بالتأمل والتثبت، إحصاء المقاطع (إن إن) أو ملاحظة الفرق بين الماضي والمضارع؟ وأرجو أن يكون قولك:(ولا يقال أنا لا أزال أقول كما قال الأستاذ إلا في الدعاء كقول ذي الرمة: ولا زال منهلا بجرعائك القطر) أرجو أن يكون هذا الكلام الذي يريد أن يمنع دخول لا النافية