الرابع فيما يتعلق بسرعة النمو وخصوصاً من ناحية طول القامة، أما الثاني والثالث فهما أقل أهمية من سابقيهما إذ يبطؤ فيهما النمو نسبياً.
طور المراهقة:
يبدأ لدى الطفل في نحو العام الثاني عشر ويستمر إلى السابع أو الثامن عشر من عمره، ولدى الطفلة من الحادي عشر إلى السادس عشر، ولكن هذه الحدود والمقاييس نسبية تختلف اختلافاً كبيراً بالنسبة للأجناس والأماكن، وهى عندنا في الشرق أكثر بكوراً منها في الغرب. يسرع النمو في ابتداء المراهقة من حيث القامة والأطراف وخاصة السفلي منها، وفى هذا الطور يضعف الطفل ويعتريه شئ من الهزال والكلال كما تقل مناعته وتختل توازن الجسم، ومن هنا كان هذا الطور أخطر الأطوار إذ هو دور انقلاب جسماني وعقلي ونفساني مما يحتم على الوالدين والمربين ملاحظة الطفل والعناية به من حيث الغذاء والرياضة البدنية والنفسانية!
تظهر على الطفل عوارض وسمات الجنس تدريجياً - من رجولة أو أنوثة ويبدأ التناسق في أعضاء الجسم كما تبطؤ حركة النمو الجسمي من السابع عشر أو الثامن عشر إلى العشرين أو الواحد والعشرين على وجه التقريب وهو الحد الأعلى للنمو الجسمي.
تمركز اهتمام الطفل حول ذاته:
هو بدء الحياة العاطفية والعقلية لدى الطفل وهو شعور غريزي وغير واع لا يميز الطفل في بدايته بين ذاته وبين ما يحيط به بل يخلط بينهما خلطاً. بيد أن هذا الخلط نفسه آت من ارتباط الطفل ببيئته وتكوينه وحدة معها، كما أن هذا الشعور نفسه يقع تحت بند ظاهرة الإخضاع والحيازة إذ الطفل يحاول أن يجتذب كل شئ ويمتلكه وليس في ذلك من شذوذ، ولكنها تخضع لقانون حيوي، ثم يتطور ذلك الشعور ونقصد به تمركز اهتمام الطفل حول ذاته ويبدأ بالتفريق ما بين ذاته وغيرها مما يحيط بها، كما تبدو عنده الظاهرة الثانية ونعني بها الخضوع و (التكييف) ال وعند ظهورها فقط يمكن أن نقول بأن الطفل بدأ يلائم بيئته ملاءمة حقيقية.