هو إلا اصطناعي من خلق الإنسان ولا سيما والديه وهو شعور منشؤه الحياة الاتكالية وتمركز اهتمام الطفل حول ذاته. فالشمس صنعت لإنارته ودفئه، والبقرة صنعت لكي تدر عليه اللبن كما لو كان لسان حاله يقول (من بعدي الطرفان).
العواطف عند الطفل:
هي وليدة الحاجة تتكون من مجموعة انفعالات عمياء غير واعية، ومن هنا كان الاضطراب الذي يسودها، كما أنها تنمو مع الطفل وتتهذب وتصقل ويتوجه كل منها في اتجاه معلوم، كما تلتقي الانفعالات المتشابهة المتجانسة في (بؤرة) واحدة، وفي هذه الحالة فقط يصح لنا تسميتها (بالعواطف)، وهذه العواطف الطفلية ترمي إلى غرضين مختلفين: أولهما عامل النمو والتطور وتتحكم فيه الأنانية والاستيلاء على كل شئ، وعدم الاعتراف بما يخرج من محيط (الذات) كما يمتاز بالخلط ما بين وغيرها مما يحيط بها. والثاني هو عامل ملاءمة البيئة ملاءمة حقيقية لتميزه عن العامل الأول حيث الملاءمة لا تكون إلا جزئية، ومن ناحية واحدة هي ناحية الحوز أو الإخضاع أو التمثيل، وفي هذا الطور يحدث عند الطفل ما يشبه التضحية وإنكار الذات لحد ما، إذ يبدأ التفريق ما بين ذاته وغيرها، ويعترف بوجود ما حوله. ويسمي الاجتماعيون الطور الأول بطور الحيوانية والثاني بطور الإنسانية
عاطفة الأنانية:
هي أثر من آثار تمركز الاهتمام حول الذات لأن هذا الاهتمام لم يتطور أو يتبدل إلا جزئياً وهي عاطفة غريزية وضرورة (بيولوجية) لازمة لنمو الطفل وحفظ النوع، كما أن آثارها تبقى حتى عند الكبار، تتفاوت في الدرجات ولكنها لا تزول نهائياً حتى في نفوس أكثر الناس تضحية وإنكاراً للذات، وما هذا الإنكار إلا نسي، وأن المبالغة في إظهاره وتجسيمه ما هو إلا نوع من حب الظهور تمليه عاطفة دفينة هي الأنانية نفسها التي نحاول أن نخفيها ونظهر عكسها والمضاد لها من الصفات. ويزعم الكاتب الاجتماعي (دانتك) بأن الأنانية هي الترياق الشافي لذلك السم الاجتماعي ونقصد به التطفل والحياة الاتكالية التي تعتمد على الغير، وقد ذهب هذا الكاتب إلى أبعد من ذلك في زعمه، وألف كتاباً في هذا