للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا لحوم البحر! سلخك من ثيابك جزار. .

يا لحوم البحر! سلخك جزار من ثيابك.

جزار لا يذبح بألم ولكن بلذة. .

ولا يحز بسكين ولكن بالعاطفة.

ولا يميت الحي إلا موتاً أدبياً. .

إلى الهيجاء يا أبطال معركة الرجال والنساء.

فهنا تلتحم نواميس الطبيعة ونواميس الأخلاق.

للطبيعة أسلحة العري، والمخالطة، والنظر، والأنس، والتضاحك، ونزوع المعنى إلى المعنى. .

وللأخلاق المهزومة سلاح من الدين قد صدئ، وسلاح من الحياء مكسور.

يا لحوم البحر! سلخك من ثيابك جزار. .

الشاطئ كبير كبير، يسع الآلاف والآلاف.

ولكنه للرجل والمرأة صغير صغير، حتى لا يكون إلا خلوة. . .

وتقضي الفتاة سنتها تتعلم، ثم تأتي هنا تتذكر جهلها وتعرف ما هو. .

وتمضي المرأة عامها كريمة، ثم تجيء لتجد هنا مادة اللؤم الطبيعي. . .

لو كانت حجاجة صوامة، للعنتها الكعبة لوجودها في (استانلي).

الفتاة ترى في الرجال العريانين أشباح أحلامها، وهذا معنى من السقوط.

والمرأة تسارقهم النظر تنويعاً لرجلها الواحد، وهذا معنى من المواخير. . .

أين تكون النية الصالحة لفتاة أو امرأة بين رجال عريانين؟

يا لحوم البحر! سلخك من ثيابك جزار. . .

هناك التربية، وهنا إعلان الإغفال والطيش.

وهناك الدين، وهنا أسباب الإغراء والزلل.

وتكلف الأخلاق، وهنا طبيعة الحرية منها.

والعزيمة بالقهر يوماً بعد يوم، وهنا إفسادها بالترخص يوماً بعد يوم.

والبحر يعلم اللائي والذين يسبحون فيه كيف يغرقون في البر. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>