للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من الآثار مع تفسيرات وشروح.

ومهما يكن نوع هذه المجهودات والطريقة التي سار عليها أصحابها، فإنه لا يمكننا أن نرجع المحاولات الصائبة في مضمار تاريخ الفن إلى أبعد من القرن السادس عشر، عندما كتب لأول مرة المؤرخ اللاتيني (فاسارى) الذي تتلمذ في الفن على ميكلانجلو؛ والذى يعد بحق إمام مؤرخي الفن، كتابه القيم الذي حوى تراجم مفيدة لرجال الفن في إيطاليا.

وهناك مؤلفات جديرة بالذكر، منها كتاب (المشاهدات) لكارل فان ماندر، وكتاب أكاديمية العمارة والنحت والتصوير ليواخيم فينكلمان مؤسس علم الأركيولوجيا سنة ١٧٤٥ وجاء بعد هؤلاء كثيرون لا يتسع المقام لذكرهم.

إلى هذا الحين كانت كل المجهودات فردية، كلما كان اتجاه كل مؤلف اتجاهاً خاصاً ولفن بعينه، فكان الراغب في المعرفة الفنية العامة لا يستطيع الوصول إلى بغيته، حتى آن الأوان وتكاتف فريق من علماء الألمان كسابق تكاتفهم في مضمار تاريخ الفلسفة وغيرها - على إخراج مؤلف شامل، فظهر في الأفق كتاب (شنازه) وبعده بقليل كتاب (لوبكة) وبعده كتاب عظيم الشأن هو (تاريخ الفن العام) لمؤلفه أنطوان شبرنجر، والذي يطبع حتى اليوم بإضافات مستمرة في مجلدات ستة تعتبر مرجعاً طيباً لكل مؤرخ فني.

وقسموا كتبهم التي أخرجوها في مجلدات إلى عصور، والعصور إلى مراحل، ووزعت المراحل على الشعوب توزيعاً جغرافياً حرصاً على استبقاء آثار التجاور وتشابه الأجواء والبيئات على الإنتاج الفني فضلا عن سهولة التناول، فجاءت المؤلفات ومنها ما يخص الفن القديم من شرقي وغربي، فمصر وبابل وآشور والعراق والفرس والهند والصين في كفة، والإغريق والرومان في كفة أخرى.

وهكذا كان التقسيم لفن العصر المتوسط ولفن العصر الحديث من حيث المنهج والأسلوب الدراسي.

هذا إلى جانب تقسيم الإنتاج الفني نفسه إلى عمارة ونحت وتصوير وفنون رفيعة الخ.

وظل البحث الفني في تقدم مستمر بتقدم أعمال الحفر والتنقيب عن الآثار إلى جانب ترميم وإصلاح العمائر والمباني من كنائس وقصور ومساجد الخ، فوجدنا كتباً عن فن قائم بذاته كالفن الإغريقي وحده، كما وجدنا مجلدات تخص فن النحت دون سواه. ولم تقف الحال عند

<<  <  ج:
ص:  >  >>