الحاجب: قم يا فيروز، وكان رجلا غنياً من أصحاب الملايين له ثروة عريضة لا تقدر بثمن:
الحجاج: أبا عثمان! ما أخرجك مع هؤلاء؟ فو الله ما لحمك من لحومهم ولا دمك من دمائهم!.
فيروز: فتنة عمت الناس فكنت فيها.
الحجاج: اكتب لي أموالك.
فيروز: ثم ماذا؟
الحجاج: اكتبها أول.
فيروز: ثم أنا آمن على دمي؟
الحجاج: اكتبها ثم أنظر.
فيروز: اكتب يا غلام: ألف ألف ألفي ألف وذكر له مثلاً كثيراً، وهو يقصد من وراء ذلك إغراء الحجاج ودفع غائلة الموت عنه.
الحجاج: وقد استهوته هذه الأموال: أين هذه الأموال؟
فيروز: عندي.
الحجاج: أدها.
فيروز: وأنا آمن على دمي؟
الحجاج: والله لتؤدينها ثم لأقتلنك.
فيروز: والله لا تجمع مالي ودمي.
الحجاج للحاجب: نحه.
الحجاج: ليدخل أسير آخر.
يدخل محمد بن سعد بن أبي وقاص:
الحجاج: أيها! باطل الشيطان أعظم الناس تيهاً وكبراً. تأبى بيعة يزيد بن معاوية وتشبه بحسين وابن عمر ثم صرت مؤذناً لابن كناز عبد بني نصر (يعني عمر بن أبي الصلت).