لأنه كاس في إطلاق أسرته ... وقاد نحوك في أغلالها مضراً
وفي بقومك ورد الموت أسرته ... وكان قومك أدنى عنده خطرا
يطرق الحجاج ملياً وقد وقرت الكلمة في قلبه. ثم تتغلب عليه روح الانتقام فيقول: وما أنت وذاك؟.
اضرب عنقه، فتضرب عنقه.
ثم أمر الحجاج بتعذيب (فيروز) بعد أن يئس من الحصول على ثروته وأخذ أمواله. فكان فيما عذب به أن كان يشد عليه القصب الفارسي المشقوق ثم يمر عليه حتى يخرق جسده ثم ينفضح عليه الخل والملح. فلما أحس بالموت قال لصاحب العذاب: إن الناس لا يشكون أني قد قتلت، ولي ودائع أموال عند الناس لا تؤدى إليكم أبداً، فأظهروني للناس ليعلموا أني حي فيؤدوا المال. فأعلم الحجاج، فقال أظهروه فأخرج إلى باب المدينة. فيروز: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا فيروز حصين؛ إن لي عند أقوام أموالا فمن كان لي عنده شئ فهو له وهو منه في حل، فلا يؤدين منه أحد درهماً. ليبلغ الشاهد الغائب.
الحجاج: وقد اغتاظ وهاج لحرمانه من ثروة (فيروز) تضرب عنقه. تضرب عنقه.
وبينما الحجاج في مجلس من مجالسه إذ بعامر بن شراحيل الشعبي يدخل عليه، وكان ممن طلبهم الحجاج وأراد قتلهم لأنه كان ممن يحرضون القراء على حرب الحجاج، وهو القائل في وسط المعركة:
يا أهل الإسلام قاتلوهم ولا يأخذكم حرج من قتالهم، فو الله ما أعلم قوماً على بسيط الأرض أعمل بظلم ولا أجود منهم في الحكم، فليكن بهم البدار.
الحجاج متعجباً: الشعبي!!؟
الشعبي: نعم أصلح الله الأمير.
الحجاج: ألم أقدم البلد وعطاؤك كذا وكذا فزدنك في عطائك ولا يزاد مثلك؟.