للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في هذا البيت مدة، وأظهر لنا كبير بيتنا صده، وجعلنا حرفاً منسياً، كمن جاء شيئاً فرياً، فنفرت النفس). وأرتحل إلى دار في الخرنفش صغيرة الدائرة، تحت تصرف صديقه إبراهيم أفندي، القاضي، وهي لصقة قاعة التجلي التي للسادة الوفائية، وكان يتردد عليها، وربما أقام ليلا ونهاراً لديها. ويقول الشيخ إن هذه القاعة نظير قاعة الجلال التي في بيتهم، وقد دخلها شيخه الشيخ عبد الغني النابلسي.

وأول ما أبتدأ به من الزيارات زيارة الحسيبة النسيبة السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب. قال المناوي في ترجمتها: ولدت بمكة سنة خمس وأربعين ومائة ونشأت بالمدينة في العبادة وتزوجت اسحق المؤتمن بن جعفر الصادق، فولدت منه القاسم وأم كلثوم، قدمت مصر ونزلت بها ببيت عمتها سكينة المدفونة بقرب دار الخليفة بمصر، ولها بها الشهرة التامة بالولاية. ماتت بمصر سنة (٢٠٨هـ) وكانت قد حفرت قبرها بيدها وصارت تنزل فيه وتصلي، ودفنت في قبرها ببيتها بدرب السباع بالمراغة، محل معروف بينه وبين مشهدها الآن مسافة بعيدة. ثم ظهرت في هذا المكان الذي يزار الآن وكان الشافعي يعتقدها ويزورها. قال الذهبي، وكان والدها من سراة العلويين، ولي المدينة للمنصور ثم حبسه حتى مات، فأخرجه المهدي وأكرمه ولم يزل معه حتى مات المنصور في طريق الحج. ولها كرامات كثيرة. ثم توجه للقرافة، فزار مقاماتها. ومنها إلى زيارة مقام الإمام محمد بن إدريس (الشافعي) ولد بغزة أو عسقلان سنة (١٥٠هـ) وهي السنة التي مات بها أبو حنيفة، وأجيز بالإفتاء وعمره خمس عشرة سنة، ثم رحل إلى الإمام مالك فأقام عنده مدة، ثم لبغداد، ولقب بناصر السنة ثم عاد لمكة، ثم لبغداد، ثم لمصر، فاقام بها حتى مات سنة (٢٠٤هـ) عن أربع وخمسين سنة.

ثم عطف بعد ذلك على زيارة شيخ الإسلام زكريا بن احمد زين الدين الأنصاري السنيكي، ثم القاهري الأزهري ولد سنة (٨٢٦هـ) وتوفي سنة (٩٢١هـ). ثم زار أسلافه الكرام السادة البكرية، ووقف قبالة القطب الكبير سيدي محمد، وقرأ له فاتحة الكتاب.

وتقدم بعد ذلك لزيارة عم والده، جناب العالم أحمد أفندي نجل والد جده الشيخ كمال الدين البكري نزيل دمشق الشام والقاطن بها هو ووالده وجده، وكان وفد الجد المذكور من مصر إليها، ثم إنه أستحسنها وعول في السكنى عليها. وعم والد الشيخ ورد على مصر من

<<  <  ج:
ص:  >  >>