للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أسبوع شوقي:

اقتربت ذكرى المغفور له أحمد شوقي بك أمير الشعراء، فقد توفى في الرابع عشر من شهر أكتوبر سنة ١٩٣٢. وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي ثارت عجاجه حول برنامج حفلة وضع إحياء ذكرى شاعر مصر الكبير، لأن البرنامج كان فيه أنحراف عما يليق بهذه الذكرى الكريمة، وكان لنا بلاء في مقاومة هذا الانحراف، انتهى إلى نتيجة مرضية مؤسفة معاً، إذ كان القائمون بالمشروع ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه، فعدلوا عما كان موضع المؤاخذة، فكان ذلك عملا مرضياً؛ أما المؤسف فهو أن الحفلة أجلت أشهراً ثم أقيمت متأخرة هزيلة.

ويظهر أن ذكرى شوقي كانت في العام الماضي - على ما كان فيه - أحسن حظاً منها في هذا العام. . . . فقد كان في الأول كلام (والسلام)، أما اليوم فلا نسمع لهذه الذكرى أي حديث مع السف الشديد!

أقول هذا وبنفسي فكرة أوحت إليّ بها كيفية الاحتفال بذكرى سيد درويش، فقد رأينا أن الرجل أحتفى بذكرى نفسه إذ كان أكثر البرنامج من موسيقاه وأغانيه وأناشيده. فأقترح أن يخصص اسبوع لذكرى شوقي (ولا أقل من اسبوع) تشغل لياليه، أو أكثرها، بتمثيل مسرحياته وغناء شعره، ويسمى هذا الاسبوع (أسبوع شوقي)، ويمكن تنفيذه في هذا العام وإن كان الوقت ضيقاً، فمسرحياته لدى الفرقة المصرية للتمثيل، والممثلون مدربون عليها وحافظون أدوارهم فيها. وهذا ديوان شوقي، وهذا عبد الوهاب، وهذه أم كلثوم، فإن لم يستطيعا تلحين جديد، فلديهما ما أخذاه من الديوان من قبل.

ولكن من يقوم بالتنفيذ؟ تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية فهي المشرفة على الفنون والمسارح، وأذكر لها أعضاء اللجنة التي ألفت في العام الماضي لهذه الذكرى، ومنهم الدكتور إبراهيم ناجي الذي ثبت في الميدان بعد أن تخلوا عنه وأصر على الاحتفاء بالذكرى، على قدر ما أستطاع. . . .

وممن تنفق الوزارة على هذا الاسبوع؟ أظن ذلك لا يعجزها. ولو كان الأمر بيدي لأخذت المبلغ الكبير المخصص لاستيراد الفرق الأجنبية وأنفقته على هذا الاسبوع ويسرت على الناس مشاهدة حفلاته، ليزيطوا ويذكروا شوقي. . . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>