صدر أخيراً كتاب (الشعر المعاصر على ضوء النقد الحديث) للأستاذ مصطفى عبد اللطيف السحرتي، وقد بين فيه مذاهب النقد الأدبي ومقاييسه والمذاهب الأدبية وعناصر الشعر وما ينتمي إلى ذلك من أبحاث النقد الحديث؛ وعرض عليها الشعر العربي المعاصر، مستقصياً ببيئاته وألوانه، مبيناً طرائقه وسماته.
ولا يسع متتبع الحركة الأدبية إلا أن يلتفت إلى هذا الكتاب ويهتم به، لأنه كتاب جديد في المكتبة العربية، فهو أول مؤلف عربي - على ما أعرف - في موضوعه بشقية: الكلام في النقد الحديث، وتطبيقه على الشعر المعاصر. ومما يدعو ايضاً إلى الألتفات إليه والأهتمام به، ظهوره في هذا الوقت الذي كاد ينعدم فيه النقد الأدبي، فلم نعد نرى إلا هذه العجالات التي تكتب عن الكتب هنا وهناك، بدافع المجاملات الشخصية، والتي يكتفي كاتبوها - في أكثرها - بإلقاء نظرة عاجلة على الفهرس والمقدمة إن كانت قصيرة. . . وما أسوأ حظ النقد في أدبنا الحديث، فقد أنقلب إلى هذه الحال من الضد، إذ كان فيما مضى شتائم وتجريحات، فصار الآن مجاملات ومبادلة تحيات. . .
وأعود إلى كتاب (الشعر المعاصر على ضوء النقد الحديث) فأقول: إنه يبدو فيه ما بذله مؤلفه من جهد شاق مثمر، ومن مميزاته الاتزان واستقامة النهج، ولا أخال المؤلف قصد إلى التطفيف والارجاح في ميزانه، بما لاحظته في الكتاب منها ولا أرجع ذلك إلا إلى ما أرتاه وأكتفي بهذه الإشارة، لأن المقام لا يسمح بالتفصيل والتمثيل. وحسب الأستاذ السحرتي أنه وضع بكتابه هذا لبنة في بناء الأدب العربي الحديث.
التأليف المسرحي:
أتجهت الرغبة منذ أوائل هذا العام إلى النهوض بالمسرح، ولما كانت الفرقة المصرية هي الوحيدة التي تواصل العمل المسرحي الراقي في مصر، فقد كانت هي محور الأهتمام، فضم إليها بعض الممثلين والممثلات وعلى رأسهم الأستاذ يوسف وهبي بك الذي أسندت إليه إدارتها، مع بقاء الأستاذ زكي طليمات مديراً فنياً لها.
وكان أول شئ أستدعى الأهتمام في الأستعداد للموسم القادم هو أزمة التأليف المسرحي