للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتوجهنا للبقاع وهو جمع بقعة موضع له يقال له بقاع كلب قريب من دمشق. قال في المراصد: وبهذا البقاع قبر إلياس ولما وصلنا باب وادي القرن أنشدت مواليا:

لقد قرنا الصفا بالبسط أيا قرن ... لما أتينا صباحاً باب وادي القرن

ومذ عذول الحشا قد غاب ذاك القرن ... دام التصافي لي ما بعد نفح القرن

وجاءني الأخ البقاعي، بشيخ نشره عابق للبشر داعي، فكتبت وأنا على الدابة أسمعه ما يجري على القرطاس

يا خليليَّللبقاع فسيحا ... تزيا مربعاً هناك فسيحا

واسقياني كأس المدام لديه ... وانشقاني فيه خزاماً وشيحا

ولما أشرفت على الجبل، إذ زال الخبل قلت:

يا ساكنين السفح من لبنان ... هيجتمو بسناكم أشجاني

حولتمو قلباً أحب وقالباً ... فأبيتكم أسمى على أجفاني

وقد اقتفينا من الدليل العزيز الجليل الإبر، الأثر، لأنه أسلم وما زال يصعد بنا العقاب التي هي صعود للجوزاء بلا سلم، لكن راقيها بإمداد من حل فيها للعناية والرعاية والحماية والكفيةاية يسلم، حتى أتينا قرية نبي الله زريق فقلت:

يا نديميّ من منام أفيقا ... علَّ أن تلتقيا لوصل طريقا

وانهجا منهج الحماة وسيرا ... للمعالي كي تنشقوني عبيقا

ثم زرنا في القرية مقاما للخضر أبي العباس، وسب تعدد مقاماته، شهوده فيها لكثرة تطوراته، وهذه علامة على حياته، خلافا لمن دندن بوفاته، وللدليل قريب في القرية ثغره بسام، أنزلنا لديه فقدم ما قدر عليه من من إكرم، وعزمنا في الصباح أن ينزل سهل البقاع، فرأيت مناماً دل على توديع السكان، من ذلك المنزل لعارض حر وعدم أركان، فأتيت مع الرفاق إلى تل مشرف، وأهديت النازلين من عمد وأركان الفواتح، وقلت:

يا سراة نحو العزيز الخفير ... بلغوه سلام سب حقير

خبروه بأنني مستهام ... في هواه بحرقة وزفير الخ

وبعد أن ودعنا المضيف بالأمس، جزنا إلى الشيخ يعقوب المنصوري، وهذا الدى صنع البركة الإبريزية للملك الرشيد نور الدين الشهيد فعمل منها أوقافا على عد عين تورا

<<  <  ج:
ص:  >  >>