للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أثار الأستاذ إبراهيم على أبو الخشب، مسألة الأديب الموظف والأديب الحر، فعبر عن الأول بأنه (يتحتم عليه أن يكون أدبه في حدود اللون الذي تتلون به الوزارة القائمة) واتخذ الأستاذ الزيات مثلا للكاتب الذي يستشعر الحرية فيما يكتب.

وأقول أولا إن المثل لابد له من أمثال، وأستاذنا الزيات له ظروف خاصة ليس لأحد مثلها، هياها وبلغها بجهده وقلمه، وأصبح قلمه بهذه الظروف محررا مما يقيد الأقلام، فهو لذلك لا يصلح مثالا. وإذا تجازناه فإننا نبحث عن الأديب الحر بمصباح ديوجين. . . سواء أكان موظفا في الحكومة أم غير موظف، فإين هو. .؟

إن الأدباء غير الموظفين - إي اللذين كان ينبغي أن يكونوا أحرارا - تتقاسمهم شتى القيود، فمنهم المقيد بالسياسة الحزبية، ومنهم من يؤثر المنافع التي يملكها أصحاب السلطة فيكتب لهم ويغضي عنهم، ومنهم من يحكمه لوه من الصحافة يدر عليه الرزق الوفير. . . وهذا هو فلان الأديب الكبير الذي ترك الحكومة ليكون حرا في عالم الكتابة. . . هل صار حراً؟ كان الله في عونه، ويسر له الرجوع إلى الوظيفة، ليخرج في ظلها الفن المصفى الذي كان يخرجه.

ثم انظر في انتاج الأدباء غير الموظفين وفيما يكتب الكتاب الأحرار. . أترى فيه شيئا - فيما عدا السياسة الحزبية - كان يمكن أن تمنع وظيفة حكومية من حيث التحرر التقيد، وأين هو الأديب الذي أدى رسالة لا تتفق مع قيود الوظيفة الحكومية؟ قد يكون هناك من آثر الصحافة مثلا على العمل الحكومي، استجابة لميل شديد إلى الصحافة أو رغبة في ريح مادي منها، أو للعمل مع حزب من الأحزاب، أو إباء تحكم الرؤساء؛ ولكن من هو الذي رغب عن الوظيفة للحرية الأدبية فكان أدبيا حراً؟ ولعلنا نخلص من كل ذلك إلى قضية جديرة بالنظر، وهي: هل فيما وراء أدبنا مجال وقف الأدباء عند شاطئه متهيبيين أو عاجزين، أو إنه ليس في الإمكان أبدع مما كان؟

من أخطاء الإذاعة:

أخطاء المذيعين في اللغة وفي غير اللغة، لاأول لها ولا آخر، وهذا مما يؤسف له أشد الأسف، لأن الإذاعة لسان مصر الناطق حقا لا مجاز فيه، فلايليق أن يلحن هذا اللسان في

<<  <  ج:
ص:  >  >>