للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

نطقه ويهلهل لغة البلاد، ولا يليق أن يكون مدى علم المذيعين بشئون الأدب والثقافة ما يدل عليه خبطهم في هذه الشئون خبط عشواء. . . ولكن أي شئ لائق في الإذاعة؟

وكثيرا ما أتذرع بالصبر حيال تلك الأخطاء، ولكن الذي لم استطع الصبر عليه حذلقة بعض المذيعين والمذيعات بقولهم بعد انتهاء جزء من البرنامج: (سمعتم في هذه الربع ساعة كذا) ويظهر أنهم مفتنونون بهذا التعبير افتنانهم بإعلان أسمائهم مقرونة بإخراج البرامج والتمثيليات. . يظهر أنهم يستلحون ذلك التعبير فيكررونه ويتناقلونه مزهوين به كأنه (ذيل الذئب) الذي تنسب البطولة إلى من يأتي به. . ولا يدرون أنهم يصكون به أسماع أهل الذوق العربي السليم. وآخر ما سمعته كانت تنطق به مذيعة تجتهد أن تعرب في أكثر الأحيان، وتلحن أحيانا. . قالت: (سمعتم في هذه الربع ساعة تقاسيم على الكمان من حضرة صاحب العزة مصطفى بك رضا) وقد أوقعها التقليد في هذا الخطأ وإن كانت تحرص على الصواب، ولذلك أصححه لها هكذا: (سمعتم في هذا الربع الساعة) أو (سمعتم في ربع الساعة الماضية) والأحسن أن تدع هذه الحذلقة كلها وتقول: (سمعتم كذا) وتخلص نفسها نن هذه الوطة، وتخلص صوتها الرقيق من تلك الشائبة. أما المذيعون (الخناشير) فليخطبوا كما يخطبون. .

ومن أخطاء المذيعين التي لا حصر لها، نسبة الأغنيات إلى غير قائلها، فما لعلي طه ينسب إلى محمود حسن إسماعيل، وتصور ما لإيليا أبو ماضي مثلا ينسب إلى محمد الأسمر!

وأشنع ما سمعت من هذا القبيل أن قدم أحد المذيعين أغنية لأم كلثوم من شعر شوقي فقال إنها من تأليف (محمد شوقي بك)! ولا أظن هذا المذيع يخطئ في اسم (محمود شكوكو) كما يخطئ في اسم أمير الشعراء.

ومن أخطاء الإذاعة في تنظيم البرنامج، هذه الأناشيد الحماسية التي تلقيها الأصوات المزعجة في منتصف الليل أو قبيله، فهل يطلب من المستمعين أن يأخذوا قسطهم من الحماس قبل النوم؟! وعلى من بكر منهم في النوم أن يهب مذعورا على صوت راديوا الجيران او القهوة المجاورة، ليأخذ نصيبه من ذلك الحماس! وعلى هؤلاء وأولئك أن يكونوا جميعا وطنين متحمسين في أحلامهم طول الليل. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>