أو الضعف، فإذا ذكر بعض المفسرين أن المفعول معه في الآية ضعيف بدون حجة يبديها، لا يكفي في الإبعاد والإضعاف ما دام التعبير سليما واضح المعنى.
٢ - يظاهرني الأستاذ على نقدي تعريف المفعول معه ومن العجب أنه مع ذلك يريد أن يعتبر - بدون قصد - استذكرت والمصباح وأمثاله صحيح مع أنني قد بينت أنها أمثلة خاطئة إذ أنك لا تقول في كلام عربي استذكرت مع المصباح وإنما تقول استذكرت على ضوء المصباح، ولعل الأستاذ لم يتنبه إلى مرادي في بحثي الأسبق فكان منه ما اعترض به.
٣ - إن أسلوب الأستاذ الإفهامي ٠الذي ذكره - ليستدني القاعدة إلى إفهام تلاميذه إنما هو الواقع أسلوب يستبعدها. ألا ترى أن التلميذ وهو في الرابعة الابتدائية لا يتابعك حين تقول:(استذكرت والمصباح، إن ما بعد الواو لا يصح أن يقع منه الحديث إذ أن المصباح لا يستذكر. وإن المصباح مفعول معه وليس معناها استذكرت مع المصباح أي مصاحبا المصباح وإنما حصل (الحدث) مقالنا للمصباح) ولكن يفهمك من أول الأمر إذا قلت خرجت والأصيل، اي مع الأصيل. وهذا ما قلته سابقا وما جعلني أخطئ مؤلفي كتب القواعد التي ابتدعوا فيها أمثلتهم فلجئوا إلى تعريف يوضح ابتداعهم العجيب.
٤ - قال الأستاذ إني أحلت قول الشاعر (لا تنه عن خلق وثاني مثله إلى الحال وأنني قد تجوزت في رأيي تجوزاً بعيداً. وأنا من جهتي أعجب للأستاذ ألا يتنبه إلى أن قولي إنما كان (تهميشاً) وضعته ليكون ضابطا لمعرفة واو المعية السببية، ولن تجد شاهداً صحيحا يخرج عن رأيي، فالآية: يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين، معناها والله أعلم أنهم يتمنون الرجوع إلى الدنيا مع حالة كونهم غير مكذبيين بالله ومع حالة كونهم من المؤمنين، ومثل هذا يقال في الأمثلة والشواهد التي ذكرتها في بحثي الأسبق. وإني لشاكر للأستاذ أن أتاح لي فرصة الإيضاح، ولعله تنبه إلى ما أردت وذلك على قدر ما أعلم وأختم بما ختم به وفوق كل ذي علم عليم.