كبار الشعراء في العصر المملوكي مثل محي الدين بن عبد الظاهر، وابن الوردي، وابن حجة الحموي، نظموا أزجالا، وكذلك قرض كثير من الزجالين الشعر. ومما رواه ابن خلدون قول بعضهم في الشكوى الغزلية وهو من المواليا:
يا من وصالو لأطفال المحبة بح ... كم توجع القلب بالهجران أوه أح
أودعت قلبي حوحو والتصبر بح ... كل الورى كخ في عيني وشخصك دح
هذا ونذكر إن ابن آياس الحنفي المؤرخ الكبير صاحب كتاب (بدائع الزهور) سجل لنفسه في كتابه أزجالا عدة كل منها بمناسبته، ومنها ما نظمه يصف فيه جور السلطان الغوري حينما أرغم القاضي شهاب الدين أحمد بن يوسف، على أن يعطيه قطع الرخام المثمن التي تزدان بها قاعة أبيه المسماة (نصف الدنيا) ليجمل بها قاعته البيسرية. فقال ابن إياس موريا:
سلطاننا الغوري قد جار ... والصبر منا قد أعيا
وصار في ذا الجور عمال ... حتى خرب نصف الدنيا
ولزين الدين العجمي مواليا يصف فيها ارتياعه وقت البين، رواه ابن الحجة في كتابه (كشف اللثام). قال:
شدوا المحامل فصرت ساعة التحميل ... ملهوف لا حمل يعنيني ولا تحميل
والعين قد حلفت يا بدر في التكميل ... لا تكتحل بالكرى إن غبث عنها ميل
وترجم السخاوي في الضوء لمجذوب يدعى (أحمد حطيبة) توفي بدمياط عام ٨٠٨هـ، ويبدو أنه كان أديبا عاشقا، وقد جن غيرة. ومن زجله في المعنى:
سري فضحته وأنتم سركم صنت ... فقصدي رضاكم وأنتم تطلبون العنت
ذليت من بعد عزي في هواكم هنت ... يا ليت الخلق لا كنتم ولا أنا كنت
ومن الشعراء الزجالين: صدر الدين بن المرحل، وهو محمد بن عمر، ويعرف في الشام بابن الوكيل. عاش بين سنتي ٦٦٥هـ، ٧١٦هـ، وقد توفي في القاهرة. كان من فقهاء الشافعية ذكيا عجيب الحافظة مجادلا كثير الإطلاع شارك في علوم كثيرة، واشتغل بالتدريس في قبة الشافعي والمسجد الحسيني وغيرهما. ونظم الشعر الرقيق والموشحات الرائعة والأزجال العامرة. واعتبره ابن إياس شاعر عصره، وعده من الفحول، وطرق