وأبوه الحسن وعمه الحسن ... وارث الملك من جدود لجدود
سل لحظك صارم لقتل العدى ... وأنت منصور طول المدى والسنين
زعق السعد بين يديك شاويش ... فرح القلب بعد ما كان حزين
ونصب لك كرسي على مملكة ... وظهر لك نصره بفتحو المبين
والعصايب من حولك اشتالت ... خفقت في الركوب عليك بنود
فاحكم احكم في مصرنا سلطان ... فجميع الملاح لحسنك جنود
ولما قتل الأشرف المذكور رثاه الغباري رثاء حارا طويلا بقصيدة لا نبالغ إذا قلنا بليغة، ومن أبياتها قوله في أحد أدوارها:
ضم الأشرف قبر يا ليت شعري ... هو لقنديل نور ضياء جامع
أو صدف فيه خالص الجوهر ... أو ذلك فيه غاب قمر طالع
أو نقول غاب فيه أسد ضاري ... أو حفير جواه حسام قاطع
أو كناس فيه أحسن الغزلان ... أو حمى فيه أفرس الفرسان
أو جسد فيه روح من الأرواح ... أو سواد مقلة وفيه إنسان
ونلاحظ في زجليات الغباري أن (المذهب) وهو مطلع الزجلية ينظمه في موضوعها، فليس تقديما ولا غرضا إضافيا وهو عادة يجمع خلاصة وجيزة لتفاصيل القصيدة. وقد هنا برقوق مرة، أيام أن كان أتابكيا أي قائدا للجند، وقبل اعتلائه السلطنة، بقصيدة وصف فيها انتصاره على عدوه الأمير (بركة) فسجل بذلك موقعتهما. وذلك عام ٨٧١هـ. وفي نفس العام اعتدى عرب البحيرة على مدينة دمنهور فسلبوا ونهبوا، فهب لهم الأمراء والجند من القاهرة وأثخنوا فيهم وأسروا منهم، فسجل الغباري هذه الحادثة في حمل وصفي بديع، وفصل دقائقها وخوافيها في نحو ٧٢ بيتاً لا تجد لها ضريبا في بابها بين الشعر الفصيح وأولها:
باسم رب السما ابتدى ... فارج الهم والكرب
ويفيد للذي حضر ... قصة الترك والعرب
(راجع الزجليتين في ابن إياس ج١ ص٢٤٧، ٢٥٢)
ومن أئمة الزجل علاء الدين علي بن مقاتل الحموي الذي أشرنا إليه فيما سبق، وهو من