للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوي.

ولتكوين سيقان الزهر وطولها قيمته الفنية، للسيقان وطولها علاقة وثيقة مع الزهرية، فلا ينبغي وضع أزهار ذات سيقان رفيعة قصيرة في مشكاة طويلة واسعة.

وليس من الغريب أن يكون قانون التماثل أو التناظر أو ما يسمونه (قانون السيمتري) باطل الأثر بالنسبة إلى فن تنسيق الزهور. بل إن الخضوع له وتطبيقه يؤديان إلى التقليل من الجمال المظهري لها، لما ينطوي عليهما من وجوب وضع زهريتين متشابهتين في مكانين متقابلين وما يؤدي إليه هذا من التكرار الممل

ولكل وقت من أوقات النهار ما يناسبه من الزهر، فعلى مائدة الإفطار ذات المفارش الخاصة بها يمكن وضع زهر الجرونيا أو منقار الغرنوق والأقحوان أو كحلة الجنائن والتيولب أو الخزامي والنستوريوم أو زهر أبو خنجر وهي أنواع إذا نظرت إليها وجدت أن تأثيرها على المشاهد ينحصر في وضعها متقاربة غير منثورة قي الزهرية، على حين يناسب مائدة الغذاء خليط من مختلف ألوان الزهر يوضع في زهرية واطئة أشبه شيء بطبق، بحيث لا يحول بين وجوه الجالسين حول المائدة، هذا فضلا عن عدم قابلية الطبق للسقوط على المائدة أو ميله على أحد جوانبه عند أقل حركة أثناء الجلوس أو القيام. أما الأزهار الملائمة لمائدة العشاء فهذه تكون عادة ذات أغصان طويلة رقيقة تمتد رؤوسها إلى أعلى وليس إلى اليمين أو اليسار فيتخللها النور الساقط من المصابيح المثبتة بسقف الغرفة فتبدو في أروع مظهر، على أنه لا ينبغي أن تكون متعددة الألوان، ولعل الورود أحسن من غيرها في هذه الحالة.

ومما لا ينبغي الوقوع فيه وضع بعض الأوراق أو الأغصان على المفرش سواء أكان العشاء لأصحاب البيت أو لزائريهم. وقد رأينا البعض يضع لوحا من البلور أو زهرية أمام مرآة المشجب وهذه لا غبار عليه، ما دامت الأزهار لا تمتد كثيرا إلى أعلى فتحجب المرآة. ولون الزهرية وموضوع اختياره من المشاكل الجديرة بالدرس، فالثابت أننا إذا نظرنا في ضوء الشمس الساطع إلى الأزهار ذات اللون الأحمر والأزرق والأصفر وإلى جانبها جميعا اللون الأخضر وهو لون الورق والأغصان والحدائق والحقول، فإنها عندئذ تبدو في حلتها الطبيعية، حالة كونها تبدو على نقيض ذلك في النور الخافت نهارا والضوء

<<  <  ج:
ص:  >  >>