الضعيف ليلا، ونجد لونها ليس طبيعيا، وعلى ذلك يجب مراعاة هذه العوامل عند التنسيق. واللون الأصفر مما يناسب معظم الحجرات والأماكن، وهذا هو السر في أن معظم العارفين يتخيرون الكالندولا أو كحلة الجنائن في غالب الأحوال، على حين نجد أن الزهور الزرقاء مجردة عن رونقها في الأركان القليلة النور، وهذا لا يمنع من اعتبارها جميلة ذات تأثير محبب إلى النفس متى وضعت بالقرب من شباك يدخل منه النور القوي، أما في الليل فهي تفقد رونقها وتبدو كالحة اللون رمادية أو سنجابية.
على أن أوراق الشجر وأغصان الزهر تلعب دورا هاما بوضعها إلى جانبها، فالالتفات إلى إيجاد الانسجام بين هذه الأوراق والأغصان وبين الأزهار نفسها أمر لا مناص منه. فوضع الورق الأخضر الداكن إلى جانب الأزهار الباهتة يميت لونها، كما أن وضع الورق الباهت إلى الزاهي من الأزاهير يضعف من رونقها
وكأننا أمام قاعدة ثابتة تتلخص في وضع اللون السمني إلى جانب الحمر الدافئ واللون الأبيض إلى جانب الرمادي. واللون الوردي إلى جانب الأبيض!
ومما لا يحتاج إلى بيان أن ذوي الذوق الجميل يجدون فرصة مواتية للتصرف حسب ما يمليه الذوق عليهم، فتكون لديهم المقدرة على حذف زهرة وإضافة أخرى أكثر انسجاما، هذا إلى جانب ما يكتسبه المرء من المران والاختبار للوصول إلى الغاية المثلى.
مما تقدم يمكن أن نصل إلى القول بأنه إذا أريد تنسيق بعض الأوراق الخضر مع لزهر الأحمر والصفر والأبيض فإنه يجب والحالة هذه الاعتناء التام باختيار الموضع الملائم لكل منها في الزهرية، ذلك لأنك إذا وضعت الأزاهير الداخلية بل ينصرف عنها إلى خارجها لشدة لونه وقوة شخصيته.
ومن بين الأزهار ما يبدو في أجمل صورة له عندما يكون مستقلا قائما بنفسه إذ استثنينا بضع أوراق خضر تعين المشاهد على التركيز النظري. والزهور كائن حي رقيق الحس ولذلك لا مناص من معرفة بعض القواعد عن كيفية قطفها ومعاملتها والمحافظة عليها أطول مدة ممكنة فيطول بذلك أمد الاستمتاع بها.
فأنسب وقت لقطفها وقت بزوغ ألوان الفجر أو عند الصباح الباكر وقتما تكون قطرات الندى قد رصعت تيجانها وبدت فوقها كحبات اللؤلؤ. أما القطف فلا يكون كما اتفق بل