للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذين يدبرون كل شيء ولا يدبرون شيئاً! فمن أي أولئك نعد (حسين شفيق) هذا الذي لو تألفت من رؤوس الأدباء صيدلية لطب الكلام لكان هو (دولاب السموم) فيها. . لا نعرف من أمثال كاتبنا هذا في تاريخ الأدب على تقادم الزمن إلا قليلين يسمونهم أصحاب النوادر، وقالوا إن المشهورين منهم: ابن أبى عتيق وأشعب وأبو الغصن وجحا وأبو العبر وأبو العنبس وابن الجصاص ومزيد المدني. وهم ثمانية، فإذا توسعنا وأضفنا إليهم الشعراء الماجنين أبا الرقعمق وصريع الدلاء وأبا الحكم الجاهلي والأسطرلابي وابن حجاج، فلا نكون قد زدنا في القليل إلا قليلا، فإذا استقصينا بغاية الاستقصاء وتممنا عليهم بأصحاب الأجوبة المسكتة كأبي العيناء ونظرائه، فلا نزال حيث كنا. ولا يذهبن عنك إننا لا نعد إلا المشهورين الذين أوتوا ملك النادرة لا بالرقاعة والحمق، ولكن بالأدب والبلاغة والشعر والحكمة وتوجيه كل ذلك إلى الجهة الضاحكة المسفرة من الحياة ثم إن لهذا الأديب بعد ذلك فضلا كثيرا على العربية إذ يمكن لها بين قرائه من العامة وهم ألوف كثيرة، وينشر الفكاهة بمقالاته القصيرة في أذواقهم وألسنتهم. ولا سبيل إلى إحياء العربية في هذا العصر إلا أن نجعل العامة أشبه بالعرب الملوحين لا ينكرون الفصيح ولا يأبونه لمكان طباعهم وإن كانوا لا يستطيعونه على وجهه لمكان ألسنتهم.

(فجريدة الناس) صحيفة من الصحف ولكنها مع ذلك ناموس اجتماعي عظيم دائب في ترقية الطباع والأذواق، ولو أن لها من القراء عدد من عندنا من العامة لكان ذلك من فضل الله علينا وعلى (الناس).

مصطفى صادق الرافعي

تعليق وتحقيق:

اطلعت في عدد (الرسالة) ٧٩٨ على ما كتبه الأستاذ الداغستاني عن (شعوب القوقاز)، فرأيت أن أنقل كلمات في الموضوع من تعليق العلامة العبقري الشيخ محمد زاهد الكوثري في (ترجمة دائرة المعارف الإسلامية) العدد٩ ج٦ ص٣٤٥:

إن الكتب المؤلفة في القوقاس والقوقاسيين إلى الآن غير كافية ولا شافية في الاطلاع على جلية أحوال تلك البلاد وأهليها لأن أمم جبل القوقاس كانوا أقوياء أشداء لا يسمحون

<<  <  ج:
ص:  >  >>