للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قطعا على أن علي بن عيسى لم يعش حتى يرى هذا الكتاب، وقد مات علي بن عيسى سنة ٢٣٥، وهو أمر يدل على أن أبا الحسين ألف كتابه بعد سنة ٣٣٥.

ب - ويقول أبو الحسين أيضا (ومنه ترجمة لآل مقلة ولأبي الحسن بن خلف بن طياب رحمه الله) وقد كان أبو الحسن بن خلف هذا حيا إلى سنة ٣٣٠ (راجع أخبار الراضي والمرتضى للصولي ص٢٣٠ - ٢٣١).

ج - ويقول أبو الحسين في (البرهان) أيضا مشيرا إلى مقتل المقتدر على يد غلامه مؤنس: (وكان نتيجة هذا الإهمال وثمرة هذه الأفعال أن خرج السلطان في جيشه على أحسن زينة لقتال غلام من غلمانه فقتل وحده من بين أهل عسكره وتفرق عنه الباقون ورجعوا موفورين). وقد حدث هذا في سنة ٣٢٠ (راجع المنتظم ج٦ ص٢٤٣) وأبو الحسين يقص هذه الحادثة على أنها قصة معروفة للعبرة وضرب المثل فيما يصيب ولاة الأمر عند إهمالهم، ولا بد أن تكون قد مرت عليها سنوات أصبحت بها مثالا للعظة وضرب الأمثال، فكتابه لا بد أن يكون قد ألف بعد هذا التاريخ.

والنتيجة التي نجمعها من كل ذلك هي أن قدامة ألف كتابه قبل سنة ٣٢٠ وأن أبا الحسين ألف كتابه بعد سنة ٣٣٥ حسب ما جاء من نصوص تاريخية في ثنايا الكتابين.

رابعا - من الكتب المعروفة على وجه التحقيق لقدامة كتابه (نقد الشعر) وقد عالج فيه الشعر وفنونه بوجه خاص. وقد عالج صاحب (البرهان) في كتابه الشعر أيضا، فلو أنه كان لقدامة لما احتاج إلى معالجة هذه الموضوعات مرة أخرى بمثل هذا البيان الكافي، وفضلا عن ذلك فإن معالجة الشعر في (البرهان) تختلف اختلافا جوهريا عنها في كتاب (نقد الشعر) من الناحية الفنية والموضوعية، وما قصيدة الأستاذ العبادي في تحقيقه من مقارنات إنما هو مجرد افتراضات لا تقوم أمام الفحص. ومما يستحقأن نذكره من المقارنات أن قدامة في (نقد الشعر) حينما يسوق أقوال المتقدمين من الفلاسفة يذكرها مجملا: (فلاسفة اليونان)، في حين أن صاحب (البرهان) يذكرهم بأسمائهم كأن يقول (قال أرسطوطاليس).

خامسا - وقد كان مؤلف (البرهان) فقيها شيعيا من غير شك. ودليل ذلك منشور في أثناء الكتاب. فمن ذلك اهتمامه بنقل أقوال أئمة الشيعة وذكره لهم دائما عند كل استشهاد بما

<<  <  ج:
ص:  >  >>